الصعود الى الهاوية

غزة/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية
بقلم د.محمد عودة
القت شرطة بيت لحم القبض على رجل كان ينظف سيارته الجديدة
حيث فوجىء بان ابنه البالغ من العمر سنتين اخذ مسمارا وبدأ يخدش به جانب السيارة.
فغضب الاب وبدأ يضرب على يد ابنه دون ان يشعر بأنه كان يضربها بمقبض المطرقة!!.
انتبه الاب متاخرا لما حدث واخذ ابنه للمستشفى حيث فقد الابن اصبعا بسبب الكسور التي تعرض لها! وعندما رأى الابن اباه قال له:
أبي، متى سينبت اصبعي؟.
وقع السؤال كالصاعقة على الاب فخرج وتوجه الى السيارة
وقام بتحطيمها.
ثم جلس امامها يبكي وكله ندم على ما حدث لابنه،
فوقع نظره على مكان الخدش على السيارة وقرأ:
احبك يا ابي..
في اليوم التالي لم يحتمل الاب تأنيب الضمير فانتحر؟!! نهاية الحكاية..
المنشور اعجب به الكثيرون وضعفهم عمل له مشاركة دون ان يكلف احدهم نفسه عناء طرح التساؤلات التي وضعها كاتب المنشور على النحو التالي:-
هل هناك احد ينظف سيارة بالمطرقة؟
وما علاقة المطرقة بالموضوع اصلا؟
عمر الولد سنتان هل يستطيع ان يكتب احبك ابي
وهل يستطيع الكلام فيقول: متى سينبت اصبعي يا ابي؟
كيف قبضت الشرطة على الاب وهو منتحر؟
ما علاقة شرطة بيت لحم بالخليل ؟ّ
هكذا تصاغ اغلب الاحداث السياسية والدينية والمذهبية والعقائدية فننساق وراء العاطفة ونترك العقل فلا نفكر بعمق،
وهكذا تسرق منا عقولنا وتفكيرنا دون ان نشعر…
الحكمة من القصة هي
“لا تصدق كل ما يقال ولا تنقل كل ما تسمع”.
كانت هذة محاولة لتوصيف وضعنا الراهن من قبل الاخ محمد القاروط والذي اذن لي با استخدمها مدخلا لمقالي الجديد تحت العنوان المدون في راس الصفحة الاولى (الصعود الى الهاوية )
ان من يتابع ما تكتب وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية حتى بعض الصحف الورقية حول الوضع الفلسطيني ومن كافة جوانبه يستطيع بنظرة تمعن ان يخلص الى الحقيقة الساطعة والتي مفادها ان القضية الفلسطينية تتعرض لحملة تشويه مغرضه ينساق خلفها الكثيرون من البسطاء واصحاب العواطف الجياشه.حيث تتناول مواقع كثيرة انصاف حقائق يراد بها باطلا حينا واكاذيب مصاغة ومنسوجة بشكل يأسر عواطف الناس في اغلب الاحيان.وبما ان الاشاعات تنتشر كالنار في الهشيم يصبح من الصعب تفنيدها او دحضها.وفي الغالب تستخدم بعض الحقائق لدس السم في العسل حيث ان جزء هام من مروجي هذه الاشاعات يختبئون خلف شعارات براقة ويمارسون في الخفاء كل اشكال الموبقات السياسية والتي بدأنا نشاهد بعضها في العلن.
ان الهجوم الممنهج من قبل الاعداء و اعوانهم في الداخل والخصوم السياسيين ان صح التعبير لا تحكمه القيم ولا الاخلاق ولا المباديء,فهم يستغلون خبرا ما لينسجوا حوله رواية في محاولة لهدم الاركان كمقدمة لهدم البنيان .
ان ما حصل من تداول لموضوع السفارات والهجوم المحموم والذي وصل الى حد الافتراء وتلفيق القصص ونسج الروايات عن مواقف مزعومة لسفيرات وسفراء فلسطين في العالم وصلت الى حد التشهير والتجريح واحيانا التخوين (هؤلاء السفراء الذين اخفوقوا حينا واصابوا الاف الاحيان )بغية تحطيم اهم اركان الدبلوماسية الفلسطينية وهم السفراء الذين راكموا عبر عقود تايدا عالميا للشعب الفلسطيني مستثمرة كل المنابر و الامكانيات وفي كل القارات هذا الاستثمار الذي اثمر اعترافا بفلسطين من قبل حوالي مئة واربعين دولة.
(ان من لا يعمل لا يخطيء على الرغم من ان عدم العمل بحد ذاته يشكل اكبر الاخطاء ,فكما قال المثل الشعبي ترمى الحجارة على الاشجار المثمرة)كل ما ورد سالفا هو محاولة لحرف البوصلة فبدل ان توجه سهامنا الى العدو الجاثم على صدورنا وبدل ان نعمل على تصويب اخطائنا في اماكنها الصحيحة وليس من منابر التواصل الاجتماعي و الخنادق العنكبوتية ابدعنا بقصد ام بغيرة في اطلاق الرصاص على اقدامنا لنقدم للمحتلين خدمة مجانية لاجنداتهم ولنوفر عليهم عناء محاربتنا في المحافل الدولية لنتكفل نحن انفسنا بهذه المهمة القذرة والمعقدة في ظل عدالة قضيتنا .
اذ لم تقف الامور عند السفارات بل تعدى الهجوم ليطال منظمة التحرير ومؤسساتها في محاولة يائسة لايجاد بديل او ربما الغاء وحدانية تمثيلها للشعب الفلسطيني ,هذا التمثيل الذي دفع الشعب الفلسطيني ثمنه غاليا من شهداء وجرحى واسرى ومعاناة.
وما حصل بالامس وبعيدا عن كل التفاصيل فان مجرد اطلاق التهم وتوزيعها بكل الاتجاهات فيما يخص اللقاحات ودون امتلاك اي براهين لدليل على ان الهدف هو توسيع الفجوة بين السلطة كاحد اذرع منظمة التحرير الفلسطينية وبين الشعب مستخدمين نفس سياسة العدو في بث الرعب في نفوس الناس.الم يحن الوقت لنقف وقفة جادة لمراجعة ادوات محاسبة المروجين لمعلومات كاذبة وهدامة والعودة الى شعبنا الذي لم يبخل يوما بالتضحية بالغالي و النفيس؟
ان الحديث دون امتلاك الادلة والبراهين يقتضي من اصحاب القرار وصانعي السياسة في فلسطين وقفة جادة لمحاسبة كل من يعبث بالمشروع الوطني خاصة واننا لا زلنا تحت الاحتلال ولا يجوز ان نسمح بان يستخدم هامش حرية الراي لتقويض مشروعنا الوطني من الداخل.خاصة وان الاحتلال واعوانه ليس لديهم قيم ولا اخلاق ويتذرعون بحقوق الانسان وهم اكثر من يصادر هذه الحقوق.واذا كان الخيار بين الحريات الكاذبة والمشروع الوطني فان المشروع الوطني اولا وعاشرا.ان فلسطين بحاجة الى كل ابنائها الشرفاء فلنتحد جميعا وبغض النظر عن مشاربنا الحزبية والعقائدية في مواجهة الهجمة بكل اشكالها حيث اننا ان لم نتدارك الامور قبل فوات الاوان سنكون قد صعدنا الى اعلى القمة حتى يكون السقوط مدويا.

عن علام عبيد

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً