50 عاماً على استـ ـشهاد القادة كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار “شـ ــهداء عملية الفردان” 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية

يُصادف اليوم الاثنين ، العاشر من نيسان، الذكرى الخمسون لاغتيال القادة الثلاثة: كمال عدوان وكمال ناصر ومحمد يوسف النجار (أبو يوسف النجار).

ليلة العاشر من نيسان عام 1973، كانت ساعة الصفر المقررة لدى جهاز “الموساد” الإسرائيلي لتنفيذ عملية اغتيال القادة الثلاثة في بيروت، لنشاطهم البارز في حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” والثـ ـورة  الفلسطينية، وبدعوى مشاركتهم في التخطيط لعملية ميونخ في أيلول 1972.

في تلك الليلة، وصلت سفن اغتيال قادة الثـ ـورة  الفلسطينية إلى شاطئ بيروت، على متنها جنود الاحتـ ـلال الذين سينفذون عملية الاغتيال وقائدهم المقدم إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، والذي تخفى في شكل امرأة شقراء،  وكان بحوزة كل جندي 4 صور، للضابط علي حسن سلامة وأبو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر.

 

وكانت محادثات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية قد انتهت لتوها، والساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل، عندما أخذت الوحدة المكلفة بالاغتيال مواقعها، في شارع فردان، وهو الشارع الذي يسكن فيه الأعضاء المطلوبين من حركة فتح ومنظمة أيلول الأسود.

دوّى صوت الرصـ ـاص في شارع فردان إيذاناً ببدء عملية “ربيع فردان”، كما سماها الموساد، فاتمّ قتل حارسين فلسطينيين يحرسان مبنى قيادة الجبـــ ـهة الشعبية برصـ ـاص اثنين من عناصر وحدة باراك، وعلى الفور هاجمهما عنصران من عناصر الثـ ـورة  كانا في سيارةٍ قرب المبنى فأردياهما قتيلين.

سمع كمال ناصر دوي الرصـ ـاص، فهرع إلى سلاحه، حيث كان يكتب مقالاً عن صديقه الشاعر المرحوم عيسى نخلة، لكن الموت كان أسرع إليه، إذ باغته أفراد من وحدة الاغتيال وأفرغوا في جسده ثلاثين رصـ ـاصة، ليستـ ـشهد على الفور.

على الجانب الآخر، كان أبو يوسف النجار يستعد للنوم، عندما انفجرت قنبلة دمرت باب شقته، دخلت مجموعة الاغتيال تغطي وجوهها بجوارب نسائية، أسرعت زوجته بالبحث عن مسدسه، لكنهم كانوا قد سبقوها إلى غرفة النوم، وأطلقوا الرصـ ـاص فتصدت لهم بجسدها تحاول الدفاع عن زوجها، لكن الرصـ ـاصات اخترقت جسدها وجسد أبو يوسف ليرتقيا شهـ ـيدين.

عندما سمع كمال عدوان صوت الانفـ ـجار والرصـ ـاص في شقة أبو يوسف النجار، أدخل زوجته وأطفاله إلى غرفة داخلية، وحمل بندقيته (الكلاشينكوف) لمواجهة أي احتمال لاستهدافه، لكنه واجه المصير ذاته وبالطريقة نفسها، فُجر باب المنزل، ودخل ثمانية من وحدة الاغتيال أفرغوا رصـ ـاص رشاشاتهم في صدره، وسرقوا أوراقه ومستنداته، فيما زوجته وأولاده في ذعر شديد.

 

 

الشهــ ـــداء القادة في سطور:

 

– الشهـ ــيد : القائد كمال عدوان

ولد في قرية بربرة قرب عسقلان عام 1935، لجأ مع عائلته إلى قطاع غزة بعد نكبة عام 1948، وقاوم الاحتـ ـلال الإسرائيلي لمدينة غزة عام 1956، واعتُقل حتى نهاية الاحتـ ـلال والعدوان الثلاثي على مصر وعودة غزة للإدارة المصرية.

عمل في السعودية وقطر، واختير عضواً في أول مجلس وطني فلسطيني عام 1964، كان من أوائل المؤسسين لحركة “فتح”، وتفرغ للعمل النضالي في الحركة عام 1968، وتولى مسؤولية جهاز الإعلام، واستطاع بجهده أن يقيم جهازاً إعلاميًا له صحيفته وعلاقاته العربية والدولية.

بتاريخ 1/ 1/ 1971 انعقد المؤتمر الثالث لحركة فتح، وجرى خلاله انتخابه عضواً للجنة المركزية للحركة، وجرى تكليفه بالإشراف على القطاع الغربي، إلى جانب مهمته الإعلامية، واستمر في تلك المهمة حتى لحظة استشهاده.

وتخليداً لذكراه ، أُطلق اسمه على أحد المستشفيات في شمال غزة.

 

–  الشهـ ــيد :القائد كمال ناصر

كمال بطرس إبراهيم يعقوب ناصر، مناضل وشاعر، وُلد في مدينة غزة عام 1924، وتربى في بيرزيت شمال رام الله، ودرس في القدس، أنهى دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1945 بتخصص العلوم السياسية، وعمل في التدريس فترة من الزمن، أصدر جريدة ‘البعث’ اليومية في رام الله إثر النكبة، ثم أسس مجلة “الجيل الجديد”.

خاض انتخابات عام 1956 عن حزب البعث العربي الاشتراكي، ونجح نائباً في دائرة محافظة رام الله، أبعدته سلطات الاحتـ ـلال من فلسطين بعد حزيران 1967 بسبب مواقفه النضالية.

انتُخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عام 1969، وتولى رئاسة دائرة الإعلام والتوجيه القومي ومجلة فلسطين الثـ ـورة، وكان المتحدث الرسمي باسم المنظمة.

أطلق عليه صلاح خلف (أبو إياد) لقب “ضمير الثـ ـورة الفلسطينية”، لما كان يتمتع به من مصداقيةٍ وسماتٍ أخلاقيةٍ عالية، كما أصبح رئيساً للجنة الإعلام العربي الدائمة، المنبثقة عن جامعة الدول العربية.

 

عام 1972 تبنى المجلس الوطني الفلسطيني قرار إنشاء مؤسسة إعلامية فلسطينية موحدة، وأنيطت به مهمة الإشراف على الهيكل الجديد الذي سُمي “الإعلام الموحد”، وترأس تحرير مجلة المنظمة “فلسطين الثـ ـورة” حتى تاريخ استـ ـشهاده.

كتب كمال ناصر مقالات سياسية وتأملية كثيرة، وكتب القصة القصيرة، كما صدرت له مجموعة شعرية هي “جراحٌ تغني” عن دار الطليعة في بيروت عام 1960.

وتخليداً لذكراه ، أُطلق اسمه على أحد المدارس في محافظة خان يونس .

 

–   الشهـ ــيد :القائد محمد يوسف النجار (أبو يوسف)

 

وُلد عام 1930 في قرية يبنا في الرملة، وفيها أتمّ دراسته الابتدائية، انتقل بعد ذلك إلى القدس لإكمال دراسته الثانوية في الكلية الإبراهيمية، عمل معلماً في قريته لمدة عام واحد قبل أن تحل النكبة عام 1948، هُجّر من قريته يبنا إلى رفح، وعمل مدرساً حتى عام 1956، غادر قطاع غزة عام 1957 إلى سوريا، ومن بعدها إلى الأردن، فقطر، وعمل موظفاً في وزارة المعارف.

كان من مؤسسي حركة “فتح”، وتفرغ لها منذ عام 1967، وانتُخب عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ممثلاً عن حركة “فتح” عام 1969، كما عُيّن رئيساً للجنة السياسية العليا للفلسطينيين في لبنان، فتميز بحرصه الشديد على تمتين العلاقات الفلسطينية اللبنانية.

وتخليداً لذكرى أبو يوسف النجار، أُطلق اسمه على مفترق طرق رئيسي في مدينة غزة وعلى أحد المستشفيات في مدينة رفح واحد الصالات الرياضية في محافظة خان يونس.

عن علام عبيد

شاهد أيضاً

محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟*  

*محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟* *عبدالله …

اترك تعليقاً