كتب أ.نهاد الحناوي.. “رياض الأطفال”

 

غزة _ شبكة العاصفة الإخبارية :-

كتب أ.نهاد الحناوي..

“رياض الأطفال”

أحسنوا اختياركم لرياض الأطفال ، فتلك مرحلة البناء الأعظم لسلوكيات الطفل ، و قدراته ، و مهاراته .
في رياض الأطفال يكتشف الطفل من حيث مستوى الذكاء و الميول و الرغبات ، فيها تظهر أي مشكلات جسدية أو عقلية أو نفسية من سن مبكر ، فتشخيص تلك المشكلة في سن مبكر يساهم في الوصول لحلها .
إن أقرب ما يكون للطفل في تلك الفترة هي لغة الفن و اللعب ، و عن طريقهما يتم تعليم الطفل و بناء السلوك ، فالكتابة تبدأ عن الطفل برسم الحروف ، و إن أحسن رسمها لازم خطه الجميل حياته .
في الفن نعرف ما يجول في خاطر الطفل ، فالألوان و الخطوط و الخربشات البسيطة هي لغة تعبيرية يظهر فيها الطفل كل ما يجول في وجدانه ، و هي حقاً ترجمة لميول و رغبات الطفل .
تظهر مواهب الطفل في سن مبكر ، و يظهر أيضاً أي تخلف في سلوك الطفل في سن مبكر ، سواء كان عقلياً أم فنياً أم جسدياُ ، أو حتى تلك المشكلات النفسية ، فالتخلف هنا لا يعني بالمفهوم العام ، هو تخلف عن بني سنه فقط في بعض السلوك .
الفن و اللعب يعطي للطفل مساحة واسعة لتفريغ تلك الطاقات السلبية الحبيسة ، و اختيار أي نشاط فني أو رياضي يتناسب و شخصية الطفل ليس بسيطاً ، فتلك هي مهمة مختص في تلك المجالات ، و ليست مهمة معلم المرحلة الأساسية .
من ناحية جسدية فعملية نمو العضلات تحتاج إلى نشاط جسدي محدد ، فنمو عضلات اليد من الكتف إلى الرسغ تتم من خلال ممارسات الفن بمجالاته الواسعة من رسم و تصوير و زخارف و أشغال يدوية …
أما عن نمو عضلات الجسد بشكل عام فتلك مهمة الرياضة الجسدية بمجالاتها أنشطتها ، و لا نهمل هنا عضلة اللسان و مخارج الحروف لدى طفل الروضة ، فهي تحتاج إلى معلم مختص في ذلك .
في ضوء كل ما ذلك سالفاً نجد أن مرحلة رياض الأطفال و التي تستقطب الطفل منذ طفولته الأولى ما بعد الولادة إلى مرحلة دخول المدرسة ، و هي التي تبني تلك الشخصية التي سوف ترافق الطفل طيلة حياته ، و فيها يكتشف أي مشكلة في السلوك ، سواء كانت نفسية أم عقلية أم جسدية ، و إذا تم هذا الإكتشاف في سن مبكر كان العلاج سهلاً .
رياض الأطفال ليست مجرد بيت قديم أو حاصل واسع أو شقة يُرسم على جدرانها و توضع فيها الألعاب ، أو تلك الموظفة ذو الأجر المعدوم .
رياض الأطفال مؤسسة تربوية هامة ، فيها المختص في كل مجال ، و فيها متسع للطفل لممارسة كل ما يحب و يميل وفق قواعد محددة و ضوابط .
رياض الأطفال فيها مساحات خضراء لتريح العين و تسر القلب ، و تخرج الطفل من تلك الجدران الأسمنتية ، و الضوء الضعيف ، فهي العالم الجديد الذي يستقبله من بيته بعد كل الدلال و الدلع ، فيها تصقل الشخصية ، و يهذب السلوك ، و ترسم الخطوط نحو مستقبل الطفل .
رياض الأطفال هي المرحلة الأولى التي سوف تصل بالطفل لكل المراحل ، فلا تقل أهميتها عن آخر مرحلة ، فالعتبات الأولى للسلم هي من سوف توصل الطفل إلى العلياء ، و إن تعثر فيها ، أو سقط ، فسوف يرافق سقوطه طيلة حياته .
أحسنوا في اختياركم لرياض الأطفال .

بقلم نهاد الحناوي ..

عن علي

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً