قراءة خاصة في خطاب الرئيس عباس الأخير

 

غزة _ شبكة العاصفة الإخبارية :-

قراءة خاصة في خطاب الرئيس عباس الأخير …
كتب الاستاذ / عبدالله ابو شرخ …

هذه القراءة أقرب للفكر السياسي العلمي البعيد عن العاطفة .. كنت مترددا جدا في العودة للمقال السياسي لأن غالبية الناس عاطفيين .. يحكمون بعواطف الحب أو الكراهية والسياسة أبعد ما تكون عن العواطف وهذا يجعل مهمتي صعبة .. لكني سأحاول ..
الانطباع الأولي حول استراتيجيات الخطاب أنه عقلاني، واقعي، يخاطب العالم كله بما فيه الجمهور الإسرائيلي .. عباس تحدى العالم أجمع بأن يكون الشعب الفلسطيني قد رفض أي فرصة حقيقية لصنع السلام .. اللافت هنا أنه أرسل عبارات ملغومة حول مهلة العام التي منحها للانسحاب الإسرائيلي .. مثل ( عدم الانسحاب سيفتح المجال أمام خيارات يفرضها الواقع ) .. يقصد العودة لقرار التقسيم 181 .. وربما يفرض الواقع حقوق الفلسطينيين بالمساواة في جميع المناطق ما بين النهر والبحر .. أي دولة ديمقراطية واحدة لجميع سكانها ..
ما أود قوله أن الخطاب كان بعيدا عن التهديد الأجوف للفارس الشجاع الذي سيزيل إسرائيل من الخريطة على طريقة عبد الناصر وصدام .. عباس ولا شك يمتلك خبرة واسعة وعميقة في ملف الصراع .. ويعلم أنه يستجدي العالم عبر اللغة التي يرغبها وأقصد لغة القانون الدولي .. كل إنسان متحزب من ماركة ( مثقف مشتبك ) لم يشاهد اوراق ملكية الأرض التي حملها أبو مازن ليواجه بها أكاذيب الصهاينة هو إنسان مضلل بلا هوية ولا هدف .. وبمناسبة الهوية الفلسطينية فهي غير ذات صلة بالعقيدة الدينية، فالهوية الوطنية الفلسطينية تجمع مسلمين ومسيحيين وشركس ودروز .. كنت سأكتب في موضوع دروز فلسطين وجذور مشكلتهم الطائفية رغم تمسكهم حتى الآن بالانتماء للعروبة حتى بأسماء المواليد ،،، محمد وصقر وقيس ومهند والخ .. ليس هذا موضوعنا الآن .. لكني ألخص أهم ملاحظات الخطاب في النقاط التالية:
1- الرئيس لم يفرض على العالم مرجعيات محددة مثل اتفاق أوسلو بل تحدث عن مرجعيات جديدة مثل 194 لعودة اللاجئين وجبرهم ( تعويضهم ) ثم تحدث عن قرار التقسيم 181 واحتمالات أخرى سيفرضها الواقع.
2- الخطاب وضع إسرائيل دولة فوق القانون تمارس البلطجة والسرقة والقتل والتطهير العرقي وحمل العالم ذنب عدم وقف هذه الجرائم.
3- الخطاب كان يخلو من أي نبرة تهديد ووعيد فارغة فالرجل يدرك جيدا موازين القوى.
4- إبراز اوراق الملكية الفلسطينية الموثقة في الطابو العثماني والبريطاني كانت لكمة عنيفة للمستوطنين من مواليد أمريكا وبولندا وروسيا ..
5- امتاز الرئيس عباس بكرازيما عقلانية تتحدث لغة القانون والقرارات الدولية وأوراق الملكية وقد بدا بمعنويات عالية وتصميم صلب والأهم .. بصحة جيدة !!
دمتم بخير

عن علي

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً