بسام زكارنة: الصين تجتاح العالم بفكر حزبها

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية

معظم دول العالم تمددت وتقدمت وتطورت من خلال استغلال الشعوب والدول الاخرى سواء بالاستعمار او الاحتلال وتعميم فكرها  الرأسمالي الاستغلالي وفي غالبيتهم يحكمهم شعار “الغاية تبرر الوسيلة”، بعض الدول تطورها وتقدمها بني على حساب دماء الشعوب الاخرى وجثث الاطفال والشيوخ والنساء.

بريطانيا استعمرت دول حتى اصبحت الدولة التي لا تغيب عنها الشمس بالدم والقتل والاحتلال والاستعمار وفرنسا ابادت ملايين الجزائرين والسوريين واللبنانيين وايطاليا قتلت الالاف الليبين واستغلت مواردها الطبيعية، وامريكا الامبريالية دمرت دول وقتلت ملايين الاطفال والبشر  في افغانستان والعراق ولا زالت تسرق النفط الخليجي وتحتكر اقتصاد العالم عبر عملتها الدولار حيث تُجبر العالم لاعتماد عملتها كعملة رئيسية.

الحزب الشيوعي الصيني الذي قاد جمهورية الصين الشعبية منذ العام ١٩٤٩ والتي كانت بمعظم سكانها تحت خط الفقر من استغلال واحتلال اليابانين لها وكان الشعب الصيني كما شعوب العالم احد ضحايا الامبريالية والاستغلال ومر بمجاعات كبرى انهكت الصين، لكنه بنى شعبه بفكر مستنير يعتمد على مبدأ الفوز المشترك للشعوب وللعالم باسره حيث استطاع نقل الصين من دولة نامية تعاني من الفقر المتقع لدولة تحتل الرقم الثاني في اقتصاد العالم بل اصبحت العمود الفقري في اقتصاد العالم، حيث وضعت خطط جميعها تركز على مبدأ المنفعة المتبادلة للشعوب فاستطاعت استقطاب الشركات الكبرى بحيث تكون الصين مركز لمصانع تلك الشركات وشيدت المصانع واستغلت موارد الصين العظيمة البشرية اولا والزراعية والموارد الطبيعية النادرة والتي تدخل في الصناعات الالكترونية والمتطورة بحيث اصبحت محج لمعظم الدول بما فيهم امريكا واليابان.

تجربة الحزب الشيوعي الرائدة فريدة وكنز للبشرية يجب على كل شعوب العالم دراستها واخذ العبرة منها، ولو تسالنا ما هي الاسباب لهذا الصعود الكبير والعظيم وغير المسبوق لجمهورية الصين لقلنا ببساطة ان الحزب ركز على بناء الفرد القوي والمؤهل والمتمكن و الفكر المستنير لقيادات الحزب الشيوعي منذ نشأته والذي جعل و تعامل مع الفكر الشيوعي ايدولوجيا غير جامدة بل قابلة للتعديل و التغيير و فق مصلحة الدولة والشعب و وضع شعار ” ليس مهم لون القط المهم ان يصطاد الفئران” وتحت هذا الشعار بدأ الحزب بتطبيق الافكار وفق المواصفات الصينية ( الاشتراكية ذات المواصفات الصينية ) حيث جعل من الفلاحين نواة فكر الحزب الشيوعي الصيني وليس العمال، و لم يتعامل مع البرجوازية وطبقة الاغنياء كند للدولة والشعب بل استطاع بمؤتمره الثامن عشر والتاسع عشر بادخال ٢٠٪؜ من اعضاء الموتمر من البرجوازيين الوطنيين الذين سخروا امكاناتهم وشركاتهم لتطوير دولتهم وفق خطط حزبهم العظيم فكانت خططهم تنجح بامتياز لايمان الشعب بها وبنسب اعلى مما خططوا له حيث وصل عدد ابناء الشعب الصيني الذين خرجوا من خانه الفقر المتقع حوالي 800 مليون صيني علما ان الخطة كانت تكتفي ب 700 مليون صيني.

الحزب وفق خططه حقق نمو اقتصادي وصل لستة اضعاف النمو الاقتصادي الامريكي بمعنى انه وحتى سنة 2030 تكون الصين رقم واحد في العالم اقتصادياً رغم ما تشنه امريكا من حرب اقتصادية علنية واضحة ضد هجوم التنين الصيني الصاعد.

الحزب الشيوعي الذي يؤمن بالسلام لكل الشعوب وضد الامبريالية ويرفض سياسة الاستقواء التي تنتهجها امريكا وبعض الدول الا انه لم يهمل القوة العسكرية الرادعة التي تُؤَمن الحماية لجمهورية الصين الشعبية وتشكل رادع لحماية الكثير من الدول كما حصل في قضية سوريا ودعم الصين العلني لحركات التحرر كما في الجزائر وفيتنام وفلسطين حيث كانت الصين اول دولة تفتتح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في بكين واخر دولة حتى بعد فلسطين تعترف باسرائيل التي تنتهك القوانين الدولية وتحتل ارض الشعب الفلسطيني.

الحزب الشيوعي حتى داخل اقاليمه استطاع منح بعض الاقاليم  حكم ذاتي كما يحصل في هونغ كونغ وتايوان ومنح خصوصية لاقاليم  اخرى مثل شنجن و نينغشيا سواء من حيث نموها الاقتصادي وسياساتها او حتى احتراماً للقوميات الاخرى مثل المسلمين كما في شينجيانغ، دون المساس بوحدة الاراضي الصينية او خروجاً عن خطط الحزب المركزية.

فكر الحزب المرن والمنسجم مع مبدأ بأن مصلحة الشعب فوق كل الافكار والايديولوجيات الجامدة، ناهيك عن تفوق قياداته المتلاحقة من ماوتسي تونغ حتى القائد الخلاق تشي جين بينغ جعلت من الصين في الصفوف الاولى، افكار الرئيس الصيني بينغ الخلاقة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية “وان النهر لا يقوى الا بتعدد قنواته وفروعه”، ومنح كل الامكانات لانجاز مشاريع متعددة متناسقة تصب في مجملها في قوة الاقتصاد الصيني وتنقل كل الشعب نحو العيش الرغيد والرفاهية وان مشروع طريق الحرير التي تحقق المصالح المشتركة لكل الدول التي تمر منها تلك الطريق بل ويعم الخير لكل اوروبا ومنطقة الشرق الاوسط والعالم وفق مبدأ الحزب المنفعة المتبادلة جعلت من الحزب يحظى باحترام شعبه اولا ومعظم شعوب العالم.

محاربة الحزب للفساد حيث تم البدء بقيادات الصف الاول حتى الوصول لتنظيف القاعدة وتعميق الحياة الدمقراطية بين افراد الشعب الصيني وصهر جميع الافكار والخروج بخطط شاملة وفق سياسة الاصلاح والانفتاح لتحقق الحياة الرغيدة للشعب الصيني جعل من افكار الحزب محل جذب وتقدير للشعب الصيني والاصدقاء في كل انحاء العالم ورفع مكانته لصدارة العالم دون منازع.

من المهم بل وحاجة ملحة لكل الدول النامية بشكل اساسي دراسة التجربة الرائدة والفريدة للحزب الشيوعي الصيني حتى تنهض في شعوبها بل و لتصل لما وصلت له جمهورية الصين الشعبية في كل مناحي الحياة.

عن علام عبيد

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً