مجزرة ” الدوايمة ” 29/10/1948م

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية

وقعت  مجزرة الدوايمة في 29/ 10/ 1948، وهي واحدة من أكبر المجازر التي ارتكبتها المنظمات الصهيونية المسلحة (عملية يوآف)، وأسفر الهجوم على القرية عن استشهاد المئات من الشيوخ والنساء والاطفال والشباب ، حيث لم يتبق بيت في القرية بدون شهيد، ومارست القوات الإسرائيلية عنصريتها الإرهابية بتكسير رؤوسهم بالعصي، وأعقب المجزرة عملية نزوح كثيفة للسكان من المنطقة خوفاً على حياتهم. على أنقاضها أنشئت عام 1955 مستعمرة “أماتسيا”.

في الساعة الحادية عشرة قبل منتصف ليلة 29-10-1948، قامت الكتيبة “89” التابعة لمنظمة ” ليحي ” الإسرائيلي، بارتكاب مجزرة رهيبة ضد سكان قرية ” الدوايمة ” ، وهي قرية فلسطينية على بعد 24 كيلومتراً غرب مدينة ” الخليل ” .. كان عدد سكانها عام 1945م “3710” شخص .
وقد ظلت تفاصيل هذه المجزرة طي الكتمان ، إلى أن كشفت عنها لأول مرة مراسلة صحيفة ” حداشوت ” الإسرائيلي خلال شهر سبتمبر عام 1984م
فقد جاءت الفرق الإسرائيلية ضمن الكتيبة “89” بقيادة ” موشيه دايان ” ، وهاجمت القرية في البداية من جهتها الغربية ، ثم توزعت المصفحات إلى ثلاث مجموعات : الأولى اتجهت نحو الجهة الشمالية للقرية ، والثانية نحو الجنوبية ، والثالثة نحو الطرف الغربي ، وتركت الجهة الشرقية مفتوحة .
ثم بدأت عملية إطلاق النار وتفتيش المنازل منزلاً منزلاً ، وقتل كل من يجدوه ، صغيراً كان أم كبيراً ، شيخاً أم امرأة ، ثم نسفوا بيت المختار ، وفي الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم 29/10/1948م ، مرت المصفحات الإسرائيلية بالقرب من ” مسجد الدراويش ” في القرية ، وكان في داخله حوالي “75” مسناً يستعدون لأداء الصلاة ، فقام الإسرائيليون بقتلهم جميعاً بالمدافع الرشاشة .
وفي ساعات بعد الظهر اكتشف القوات المهاجمة المغارة الكبيرة ” طور الزاغ ” التي اختبأ في داخلها ما يزيد عن “35” عائلة ، فأطلقت عليهم النيران وحصدوا جميعاً وقتلوا عند مدخل المغارة بعد أن أخرجهم القتلة منها.
وفي ساعات الليل تسلل بعض سكان القرية إلى منازلهم ليأخذوا بعض الطعام والملابس ، بينما عمد الإسرائيليون إلى قتل كل من يضبط عائداً إلى القرية .
وقد تم جمع جثث الضحايا التي قدرت بمئات الشهداء من الشيوخ والأطفال والنساء والرجال من القرية والقرى المجاورة الذين لجأوا للقرية.
وكان العديد من الضحايا من أبناء القرى المجاورة الذين كانوا قد لجأوا إلى قرية ” الدوايمة ” بعد سقوط قراهم في أيدي الغزاة الإسرائيليون ، وقد أبيدت بعض الأٍسر ، منها أسرة “محمود العامري ” وأسرة ” إبراهيم جودة العامري ” ، وأجبر القتلة الأسرى على حمل جثث الضحايا وإلقائها في آبار مهجورة .
وفي سوق القرية قتل الإسرائيليون عدة أشخاص ثم جمعوا جثثهم وأضرموا فيها النيران حتى تفحمت .
وقد وصف أحد جنود العدو الذين نفذوا هذه المجزرة ، ما شاهده بقوله :” لقد قتل نحو 80ـ 100 فلسطيني من الذكور والنساء والأطفال ، وقتل الأطفال بتكسير رؤوسهم بالعصي ، ولم يكن ثمة منزل بلا قتلى ، وقد أمر أحد الضباط بوضع امرأتين عجوزين في بيت ، وفجر البيت على رأسيهما “.
ويتباهى أحد الجنود القتلة بأنه اغتصب امرأة من قرية “الدوايمة ” ثم أطلق النار عليها .. وقد استخدمت إحدى نساء القرية وعلى يديها طفل رضيع ، في تنظيف المكان حيث كان الجنود يأكلون ، وفي نهاية الأمر أطلقوا عليها النار وعلى طفلها الرضيع فقتلوهما.

عن علام عبيد

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً