الإعلام الفتحاوي/شبكة فتح العاصفة الإخبارية Just another WordPress site
مقالات مشابهة
غزة/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية
بقلم: ناصر سلمه
ان وعد بلفور هو كان بمثابة مقدمة لكارثة فلسطين حيث اعطي الحق لليهود في فلسطين عندما وعدهم ارثر بلفور باقامة دولة لهم في فلسطين التاريخية.
إن الاحتلال العسكري البريطاني لفلسطين كان نصب عينيه تنفيذ ما ورد من نصوص في وعد بلفور الذي وعد اليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وعلى مدى سنوات الاحتلال البريطاني كانت السلطات الحاكمة تسعى دائماً لتنفيذ هذا الوعد، وبناءً عليه تم تسهيل الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ولذلك فإن بريطانيا وفي مرحلة لاحقة من احتلالها لفلسطين صاغت نصوصَ وثيقة الانتداب من جديد، وأدخلت بنوداً أخرى تتلاءم مع وعدهم الذي قطعوه على أنفسهم لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
في العام 1922 وعندما تم صياغة وثيقة الانتداب البريطاني على فلسطين، تم تثبيت بند فيها يؤكد على تنفيذ وعد بلفور، وهذا البند ينص على أن (على الانتداب أن يضعَ البلاد تحت ظروف سياسية وإدارية واقتصادية من شأنها أن تؤمن قيام الوطن القومي اليهودي) وبناءً على ذلك قام الاحتلال البريطاني بتسهيل الهجرة اليهودية المتزايدة إلى فلسطين، وقام الاحتلال البريطاني بتقديم امتيازات اقتصادية لليهود، كاستغلال الثروات والصناعة والتجارة عن طريق منحها للشركات اليهودية، والسماح للحركة الصهيونية بإنشاء هياكلَ إداريةٍ سياسية وقضائية ومالية واقتصادية وتعليمية وعسكرية وتشريعية. وهذا دليل واضح وجلي يبين مدى التواطؤ البريطاني مع الحركة الصهيونية لوضع الهياكل التنظيمية التي تساهم في إنشاء الوطن القومي اليهودي على أرض فلسطين، وإثبات بأن بريطانيا كانت حريصةً على تنفيذ وعدها الذي قطعته على نفسها لليهود، وأن الهجرات اليهودية المتلاحقة والمكثفة كانت بغطاء من سلطات الاحتلال البريطاني وتحت حمايتها.
ويؤكد ذلك نصوص صك الانتداب، والتي توضح وتؤكد مدى الترابط والتحالف الاستراتيجي بين سلطات الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية:
المادة الثانية من صك الانتداب 1922 التي نصت على أن (تكون الدولةُ المنتدبة مسؤولةً عن جعل فلسطين في أحوال سياسية وإدارية واقتصادية تكفل إنشاء الوطن القومي اليهودي).
المادة السادسة من صك الانتداب التي نصت (على حكومةِ فلسطين أن تسهلَ هجرة اليهود إلى فلسطين في أحوال مناسبة).
يفهم مما سبق بأن نصوص صك الانتداب وضُعت لتتلاءم والوعد الذي قطعه البريطانيون على أنفسهم بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وأن سلطات الاحتلال البريطاني هي اليد التي نفذت وعد بلفور بكل جوانبه.
وقد تعهد تشرشل وزير المستعمرات البريطاني آنذاك في كتابه الأبيض عام 1922 على تنفيذ وعد بلفور، سواء كان ذلك في العلن أو في السر، حيث نصت أحد بنود الكتاب الأبيض على أنه (من الضروري أن يعلم الشعبُ اليهودي أن وجودَه في فلسطين حقٌ وليس مِنةً)
