د. نبيل شعث يكشف أسرار من حياة الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية

نوه د. نبيل شعث بأن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان “شخصية غير عادية من الصعب جدا تكرارها”.
وقال شعث، في استعراضه مسيرته مع عرفات في حديث لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء “ذكراه تعني الكثير،أنا اعرف هذا الرجل منذ أن كان عمري عشر سنوات وعمره 21 عاما، وبالتالي أنا اعرفه طوال حياتي وبما إنني عرفته صغيرا فهو بالنسبة لي القائد والوالد والرئيس والحبيب على قلبي، فقد انتميت إلى فتح على يديه وعملت إلى جانبه في كل مراحل النضال، وعليه فهو بالنسبة لي مصدر الإلهام الوطني “.

وأضاف شعث “اذكر في ابو عمار الكثير من الأشياء منها شجاعته واتخاذه القرارات الاستراتيجية الصعبة وأخرها قراره بالصمود رغم علمه بأنه مهدد وأنا اذكر تماما انه في قمة كامب ديفيد (عام ألفين) قال للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون: أنا ادعوك إلى جنازتي ، عندما بدأ كلينتون بالضغط عليه للقبول بما لا يستطيع القبول به”. وتابع “هذا الرجل الحاسم هو الذي قاد الكفاح المسلح وقاد معركة الكرامة، التي هي بالنسبة لي معركة الانطلاق الحقيقي للكفاح المسلح وهو الرجل الذي كنتا إلى جانبه وكتبت له خطابه الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 والذي قال فيه جئتكم بغصن زيتون بيد وببندقية بيد أخرى فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي، فهو لوح بغصن الزيتون للإسرائيليين”.
وأشار شعث إلى أنه بالنسبة لعرفات فإن “القتال والسلام والكفاح كان بالنسبة له مرتبط بالوحدة الوطنية”، وقال “على مدى 14 سنة من 1974 وحتى 1984 رفض الاعتراف بالقرار 242 إلى أن يحصل على تفويض وأغلبية من الفصائل، ففي العام 1974 كان قرارنا إقامة الدولة الفلسطينية على كل شبر من فلسطين يمكن تحريره أو انسحاب العدو منه ولكن هو لم يعترف بحق إسرائيل بالوجود إلا بعد 14 عاما لأنه كان مع كل استعداده بتحمل المسؤولية وكل شجاعته باتخاذ القرارات ولكن هناك قرارات لا يتخذها إلا الوطن بكامله وليس القائد وحده ولا يستطيع القائد أن يتصرف وحيدا في هذه المسائل”.

وأضاف “لقد حرص الرئيس عرفات دائما عل الوحدة الوطنية وفي فترات فان أنظمة عربية تقف إلى جانب فصائل معينة حتى تكون مدخلا لها إلى القرار الفلسطيني ومع ذلك كان يتعامل معهم كرفاق ومناضلين وكان يسعى دائما إلى توحدهم، وعندما خرجنا من بيروت قضى 5 سنوات إلى أن تمكن من عمل مجلس وطني فلسطيني يضم كل الفصائل وكل الاتجاهات”.

واعتبر شعث أن “شجاعة الرئيس عرفات في التحمل في المعارك كبيرة جدا ويذكرنا بذلك المعركة في بيروت عام 1982 حيث استطاع أن يقود الصمود في بيروت مدة 88 يوما وهذا غير مسبوق أمام كل الجيش الإسرائيلي بمشاته ومدفعيته وطائراته وبوارجه في البحر ولذلك هو عندما خرج وسؤال إلى أين أنت ذاهب فرد أنا ذاهب إلى فلسطين ، فطبعا صموده ساهم في انفجار الانتفاضة لاحقا وهو بالانتفاضة استطاع أن يأخذ القرار بإقامة دولة فلسطينية “.

وقال شعث “اعتقد أن معجزته ليس فقط في صموده في بيروت وإنما صموده 14 سنة كنا فيها خارج الوطن وخارج القرب من الوطن، فهو في تونس وقواته في في الجزائر واليمن والسودان والعراق وبالتالي في بلاد بعيدة عن الحدود الفلسطينية إلا انه استطاع أن يحافظ على وحدة هذا الوطن وان يعود لتجميع منظمة التحرير وان يفرض شرعيتها وان يعلن الدولة الفلسطينية التي اعترفت 96 دولة في اليوم الأول للإعلان وان يتمكن من الاستفادة من كل التطورات في العالم التي سمحت لنا أن نعود إلى الوطن وان نحاول أن نبني دولتنا المستقلة من الداخل وليس من الخارج ثم صموده طول هذا الأيام هي مسألة”.
وأشار شعث إلى انه “مع ذلك لا أنسى ابو عمار الإنسان المحب لأقصى درجة وعطوف إلى أقصى درجة وعنده ذاكرة حديدية فيذكر كل الناس وأولادهم وعائلاتهم وأحوالهم ويحب الأطفال ويرى فيهم الزهرة والشبل الذين سيرفعون علم فلسطين على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة”.
وقال “كان ابو عمار شخصية غير عادية من الصعب جدا تكرارها، وبنفسه وصموده نتحمل المرحلة الحالية وهي مرحلة صعبة جدا، فهناك هجوم شامل علينا في غزة وفي القدس والداخل والضفة واستيطان وضم وسرقة ونهب في ظل وضع عربي يشبه الوضع الذي ساد عام 1967 ولكن عندنا الشجاعة والاستعداد للصمود والمواجهة”.
وأضاف “لا يمكن أن ننسى هذا الرجل ، وأنا في أيامه الأخيرة كنت الهاتف الذي يتحدث من خلاله ففي الفترة من 2000-2004 لم يعد يتمكن من السفر وكنت أسافر في طائرته من مكان إلى أخر وكل مكان اذهب إليه اطلبه في سجنه داخل مكتبه ويتكلم معه قادة العالم ووزراء الخارجية وأيضا لإلقاء خطابات في مهرجانات جماهيرية.
وتابع “ابو عمار بقي صامدا حتى أخر لحظة على الشمعة ولم يتراجع ولكن اللحظات الأكثر إيلاما كانت مرافقة جثمانه من باريس إلى القاهرة والى العريش ثم رام الله وقد حضر الجنازات الثلاث وكانت هذه هي الذكريات الأكثر إيلاما معه”.
وبشأن رحيل الرئيس الفلسطيني، قال “لا شك لدي بأن اسرائيل مسؤولة عن قتله، في المناقشة مع الأطباء الفرنسيين في مستشفى بيرسي أكدوا على انه لم يمت بالبكتيريا ولا فايروس ولا سرطان وإنما بمادة خارجية غريبة لم يستطيعوا التعرف عليها، قالوا انه قتل بسم لا يعرفوا عنه شيئا فهو لا يتطابق مع عينات السموم التي عندهم “.

وأضاف شعث “كيف يمكن لإسرائيل أن تتهرب من قتله عندما كان سجين لديهم لمدة ثلاث سنوات فلا يدخل له طعام ولا شراب ولا دواء إلا من خلالهم وبالتالي ليس من الصعب تصور مسؤوليتهم عن وفاته فهم لم يتيحوا له أي فرصة حقيقية بإنهاء حصارهم له.

عن علام عبيد

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً