الجانب السلوكي الوجداني

 

غزة _ شبكة فتح العاصفة الإخبارية :-

الجانب السلوكي الوجداني 

بقلم الأستاذ : نهاد الحناوي

يبدو أن الطلبة في غزة قد اعتادوا على وضع السكون البيتي ، فالإغلاق المتكرر و ظروف الحرب الأخيرة و ما يعانيه القطاع أصلاً من ظروف معقدة ، قد حدت من عمليات التفكير لدى الطلبة ، بل جعلت العديد منهم أسرى للأجهزة الذكية ، فملكات العقل و التفكير قد أشغلت في العديد من الموضوعات و الإهتمامات البعيدة عن العلم ، و هذا ما أظهرته نتائج الطلبة في الفترة الدراسية الأولى من الفصل الدراسي الأول .

و حين الحديث عن نهج التدريس الذي أتبع فيما بعد ، نجد أن غالبيته يرتكز على العمليات العقلية إلى حد ما ، بل الحفظ و التفريغ ، و قد أغفل الجانب الوجداني كثيراً ، و أصبح عقل الطالب المشغول أساساً في الكثير من المعيقات عاجزاً أمام كل ما يصل للطالب من علوم .

و من زاوية أخرى فالفاقد التعليمي و الإنقطاع المتكرر للعملية التعليمية قد أحدثت فراغات كثيرة لدى الطلبة ، و تلك من المعيقات الصعب علاجها ، فالكثير من العلوم تحتاج إلى التراكمية في البناء .

إذن نحن أمام تركيز شديد على عقل الطالب في التدريس ، و إجهاد للعمليات العقلية لديه ، و إغفال كبير للجانب الوجداني و العاطفي ، و اعتماد كبير على الجانب العقلي دون غيره .

و حين يركز المعلم على الجانب العقلي في السلوك الفردي يصبح الدرس حينها جافاً و يصيب الطالب الملل طبعاً ، و أيضاً حينما يطلب المعلم من الطالب ممارسة نشاطاً مهارياً دون الجانب العقلي و الوجداني ، هنا أيضا يظهر ضعف في أداء الطالب ، و لكن حينما يكتمل الدرس بمكونات السلوك الأساسية و يولي المعلم اهتمامه للجانب الوجداني و العاطفي ، نجد أن الطالب قد ترجم كل تلك الأفكار و المعارف لديه ، و هنا يحكم على أداء المعلم بالتميز ، فقد أدى الجانب الوجداني دوره البارز في عملية الربط بين الجانب العقلي و المهاري .

فالجانب الوجداني له عظيم الاثر في سلوك الفرد ، و خاصة في التربية الفنية و الرياضية ، و في ظل تلك الظروف نحتاج الى تعزيزه بشكل أكبر من السابق .

و من الجميل أن يقوم المعلم بإثراء المنهاج بموضوعات تفيد الطالب في تلك الفترة ، فتلك الفترة و التي سبقها إنقطاع متكرر في العملية التعليمية قد أحدثت فجوات كبيرة بين الطالب و المدرسة على حد سواء .

على المعلم أن يربط ما يدرسه بحياة الطالب قدر الإمكان ، و ما يعاصره الطالب من متغيرات ، لأنها فعلاً تشغل باله و فكره ، و على الأقل لكي يتعدى الفجوة بين المنهاح و الطالب ، و هنا يظهر الدور البارز للجانب الوجداني و العاطفي فهو حلقة الوصل ما بين العمليات العقلية و النفس حركية ، و هو ما يترجم تلك الأفكار الحبيسة في صدر الطالب ، بل يقوم بتفريغ تلك الطاقات السلبية و التنفيس عن الطالب ، فالكثير من السلوكيات السلبية و التراكمات قد شغلت الطالب ، و أدت فعلاً إلى ضغط شديد عليه ، و أثرت على تحصيله الدراسي . نحتاج حقاً إلى تفريغ تلك الطاقات السلبية ، و إفراغ للكثير مما يشغل عقل الطالب ، فهذا لا يقل أهمية عن دراسة الفاقد التعليمي ، نحتاج أن تعود المدرسة إلى قلب الطالب قبل عودته إلى المدرسة ، و هنا علينا أن نرجع للجانب السلوكي الوجداني حيويته .

نهاد الحناوي .

عن علي

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً