بين الحانة والمانة ضيعنا لحانة     بقلم   سعدات بهجت عمر

بين الحانة والمانة ضيعنا لحانة

    بقلم   سعدات بهجت عمر

رام الله _ شبكة فتح العاصفة الإخبارية :-

هذا مثل عربي شائع له أبعاده. فالقرار السياسي في أنظمة الدول العربية وصانعوه ينقسمون إلى فئتين في أسلوب معالجتهم لوجود “إسرائيل”. تخلُص الفئة الأولى إلى الإستنتاج القائل أنه من المستحيل محاربة “إسرائيل” لأنه من غير الممكن أن نصل نحن العرب إلى المستوى الذي وصلت إليه خصوصاً إذا فهمنا أن “إسرائيل” القوية الجبارة ذات الإمكانات العسكرية الهائلة، ولوجود أعظم تنظيم استخباري صهيوني في العالم قادرة معرفة كل شاردة وواردة في أي مكان من أرجاء المعمورة قادرة على توجيه السياسة الأمريكية، وإنها تُسير إداراتها، وصناعتها، واعلامها، ورجالات السياسة والادارة فيها، وكذلك تُسير بريطانيا ودول حلف الأطلسي والكثير من دول العالم، والفئة الثانية تصور “إسرائيل” أنها على وشك الإنهيار، وأنها زائلة لا محالة، وبالتالي فلا حاجة لأن نبذل أي جهد عربي، ولا ضرورة للكفاح والنضال والثورة ما دام هذا الكيان سينتهي وحده. إن “إسرائيل” ليست ما تدعيه الفئة الأولى وليست ما تزعمه الفئة الثانية. فهي ليست ولا جيشها القوة التي لا تُقهر القادرة على التحكم بمقاليد أمور العالم. فهي انهزمت في معركة الكرامة في غور الأردن فى 1968/3/21، وانهزمت في حرب تشرين الأول العام 1973، وانهزمت في 2000/5/25، وفي حرب تموز 2006، وإن كلا الفئتين مُخطئة فيما اتجهت إليه وفيما توجهه للرأي العام العربي، والمنتمون لكلا الفئتين يضللون المواطن العربي ويُخدرونه في آن واحد. فانطبق عليهم المثل العربي بين الحانة والمانة ضيعنا لحانا. ولولا تطور السياسة المتنامية المستمرة للدبلوماسية الفلسطينية التي استطاعت خلال فترة قصيرة جدآ أن تكشف الكثير عن زيف الدعاية الصهيونية وأن تفضح زعمها حول كونها حركة تحرر وطني وأن تُقدمها عارية كحركة عنصرية فاشية لأضاعت هذه الأنظمة العربية فلسطين التي انضمت إلى “إسرائيل” في حربها ضد الوجود الفلسطيني بالتطبيع.

عن علي

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً