في رحاب إعلان الاستقلال سعدات بهجت عمر 

في رحاب إعلان الاستقلال

سعدات بهجت عمر

في ثورة للحروف والكلمات أعلن أبو عمار من العاصمة الجزائرية وثيقة الاستقلال ويؤكد فيها أن شعبنا الفلسطيني على علم تام بأن الصهاينة المحتلين لفلسطين خدعوا أنفسهم بأن فلسطين خالية من السكان وأن كل خطوة يخطونها تصطدم بواقع الوهم وأن اصطياد جوهر المسألة في أزمة الشك هو دور الصراع الحق الفلسطيني في بعث الشك بصعوبة إنضباط التطبيق الصهيوني في المنطقة ومحاولة السلام في معادلة واحدة.

إن غياب العربي وحضوره من الصراع يتمحور حول المشكلة. مشكلة الوجود وإن المسافة الشاسعة بين الحلم الصهيوني والوجود العربي اللاموجود نقلت المحتل الإسرائيلي الذي عَوَّضَ عن ضياعه في المكان إبداعاً في الزمان إلى مكانه العدواني المستمر ضد شعبنا الفلسطيني وضد السلطة الوطنية بما تُمثل وضد العربي المرتبط بهوية النضال الفلسطيني على مسرح الجدارات والحضارات.

إن الاستمرار في الحرب الدائرة المستعرة في كل مدن وقرى ومخيمات الضفو الغربية كحل وحيد من وجهة النظر الأمريكية-الاسرائيلية للقضية الفلسطينية هو تدمير المنطقة. إن زعماء اسرائيل مُتناسين وهم على علم يقين أن هذا الهدف معناه بداية النهاية لزوال الكيان الصهيونى في فلسطين مهما طال الوقت اللازم لأن هذا الكيان بلا جذور حتى لو استؤصلت جهود السلام فلن يخرج الكيان الصهيونى من الأزمة قُوىً بازدياد الحصار بالجدار الرسمي العربي المجرم لتقع الحروب الإسرائيلية مجدداً بين فترة وأخرى وإن أخذت صورة الهبَّات الشعبية وتطورها إلى مواجهات مسلحة وانتفاضات متتالية في عالمنا العربي أو إجتياحات إسرائيلية في الضفة الغربية ستزيد من غزلة هذا الكيان الصهيوني والنظام العربي الرسمي جماهيرياً على امتداد العالم العربي والدول الصديقة المؤيدة لقضيتنا الفلسطينية. علماً أن جموع من يُطلق عليهم باليهود اليوم الذين تم نفيهم من المجتمعات الأوروبية نفياً كجسم غريب هم من تهود من شعوب الاستبس في دولة بحر الخزر الشامانية، وللرئيس أبو مازن دراسات ومخطوطات حول الصهيونية والماسونية في جامعة موسكو، وحتى لو تم التوصل إلى سلام على شاكلة المهرولين المنبطحين للتطبيع لن يكون لهم وجود حسب وجهة سير المرحلة الجديدة بكل حيثياتها لأن هناك محورين محور مقاومة+روسيا والصين ومحور أمريكي-اسرائيلي+ بعضاً من دول الخليج وبعضاً من الممالك، وحتى لو استطاعوا التكيف بعد مضي حوالي خمسة وسبعين سنة من معطيات المرحلة الجديدة هروباً من المأزق التاريخي. فإن سيف التسلط الصهيوني-الامريكي قد تعرض للخدش في أكثر من مكان وزمان وصولاً إلى معركة الدولة الفلسطينية من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بقيادة الرئيس أبو مازن وكلها تتوضح معالم بإن مفترق الطرق الذي تواجهه تجربة المشروع الصهيوني في فلسطين أخطر تحد واجهته في تاريخها وإنها تقف الآن عند نهاية الحرب التي لا نهاية لها إلا بزوال الإحتلال والانقسام وعند بداية السلام الذي لا بداية له إلا بإظهار الحق الفلسطيني وتقرير المصير في الدولة والقدس والعودة.

عن علي

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً