ليس بالضرورة ان يكون السكوت من ذهب

غزة/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية

بقلم : د. محمد عودة
نزار بنات الذي مات بغض النظر عن سبب الوفاة,وفاة مقصودة!ام بالخطأ.مات مقتولا ام بسبب جلطة !لا ندري لان لجنة التحقيق لم تطلع الجمهور على نتائج شافية.لقد مات اثناء الاعتقال وبغض النظر عن السبب الحقيقي فان الموت كان نتاج جريمة ربما بغير قصد لكنها جريمة ويجب ان يحاسب عليها المسؤول والمنفذ او المنفذين.
ان نزار بنات المتوفي شكل خطرا اشد من نزار بنات الحي ,لقد شكل في حياته شخصية اشكالية تهاجم الكل ويهاجمها الكل ,مواقفة الناقدة لحد التجريح ربما تكون نتاج محاولة للظهور وكسب موقع الطريق اليه اصعب من تحرير فلسطين.فنزار النجار البسيط والذي يعيش على اطراف المجتمع لم يكن ليصبح بطلا في نظر الكثيرين لولا تلك الجرأة لحد الوقاحة اولا والموت المفجع ثانيا.
وبما ان السلطة تحت مجهر الكثيرين لاسباب عدة اهمها الاسباب الموضوعية والتي حالت دون تمكن السلطة ومن خلفها منظمة التحرير الفلسطينية من انجاز مشروع اقامة الدولة مضاف اليه سوء اداء السلطة احيانا جعلا من وفاة نزار بنات ذريعة للبعض للمطالبة برحيل السلطة وحول هذا المطلب تجمعت كل التناقضات ,اليسار الغائب,الاسلام السياسي,الشيعة والسنة والمطبعين باشكالهم وفي مقدمة كل هؤلاء الاحتلال .
صحيح ان المتظاهرين لا يتعدوا المئات وهم يطالبون برحيل السلطة باسم الشعب وكان الشعب لا يمثل نفسه.من قال ان بضعة الاف يمثلوت الشعب الفلسطيني؟ومن قال ان جريمة مقتل نزار بناة تقتضي التغيير بدل الوقوف على الجريمة ومحاسبة الفاعلين ومنع تكرارها. الحقيقة غير ذلك فكما يقول المثل العربي الموضع ليس رمانة بل قلوب مليانة.
ان اي تغيير في اي دولة كانت يحتاج الى بديل لما هو قائم وفي الحالة الفلسطينية فان البدائل السناريوهات محدودة ولا تتعدى ثلاث سناريوهات :-
السيناريو الاول والاهم:- التغيير عبر صناديق الاقتراع وهذا التغيير لن يعبر سوى عن ارادة فلسطينيي الضفة الغربية وغزة مع العلم ان هؤلاء لا يشكلون حتى ثلث الشعب الفلسطيني.وانجاز هذا السناريو يحتاج الى ازالة الموانع التي ادت الى الغاء انتخابات شهر ايار وكذلك تحتاج الى الوقت.
السيناريو الثاني :- يتم عبر الاطاحة بالنظام القائم وهذا الخيار غير ممكن الا بمساعدة من الخارج والاطراف الجاهزة لذلك اما الاسلام السياسي الذي اطلق النار على ارجل المناضلين اثناء انقلاب غزة ولا زال يختطفها حتى اللحظة ويطالب بالتغيير في الضفة ويمنع الحديث عن اي تغيير في غزة. او آلاف المسلحين في مناطق السلطة والذن يسلحهم جبش الاحتلال ويتمركزون في مناطق ج وربما كليهما معا .
السيناريو الثالث :- هو اضعاف السلطة اكثر مما هي ضعيفة والحفاظ على الانقسام كمبرر لعدم استحقاق الشعب الفلسطيني لدولة مستقلة مما يمنح العدو مزيدا من الوقت لانجاز المزيد من التغيير على ارض الواقع بما يضمن عدم امكانية قيام دولة فلسطينية .
كل ما سلف لن يحقق اي من طموحات الشعب الفلسطيني والخوف من فوضى عارمة توصلنا ربما الى حرب اهلية لا يستفيد منها الا الاحتلال البغيض فهو المستفيد من الانقسام وستتضاعف الاستفادة من ضعف لدى ادارة شطري الوطن.
انا لست قلقا من المظاهرات التي لا اتفق مع مطالبها ولا مع اسلوبها ,فربما لو ان مطالب المتظاهرين واسلوبهم لم تتجاوز وتتخطى حرية التعبير الى العمل على زعزعة استقرار البلد ربما لكنت معهم مطالبا بالتسريع في انجاز التحقيق ومحاسبة المسؤول/ين عن وفاة نزار بنات .اما ما يقلقني هو ان الغالبية العظمى من الشعب تمارس السكوت والذي لن يكون من ذهب في هذه الحالة.
المطلوب من جماهير الشعب الفلسطيني ان تدافع عن مشروعها الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية دون التخلي عن حقها في التعبير عن رايها بشكل سلمي لا يخدم اجدان خارجية ولا يذهب بعيدا الى التخوين.ان حرية التعبير لها اصولها وهي حق مقدس .اما ما يحصل اليوم وما قد يحصل غدا في رام الله فانه يشكل تحريضا و دعوة للفوضى.الكثير من منشورات المتظاهرين تدعوا للقتل والحرق.
مطلوب من الكل الفلسطيني الوقوف سدا منيعا امام هذا الحراك الذي حرف بوصلة النضال والضرب بيد من حديد على يد من تسول له نفسه بالعبث بامن البلد, الشعب وفصائلة واجهزة امنه مطالبة بالوقوف صفا منيعا في وجه كل الاجندات الخارجية وادواتها في الداخل.مرة اخرى السكوت الان ليس من ذهب.

عن علام عبيد

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً