أحمد مناصرة.. طفولة معذبة في زنازين الاحتلال

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية

ست سنوات ونصف كانت كفيلة بحرق طفولته وإبقائه في حالة رماد أسود تطايرت روحه خلالها داخل زنازين العزل الانفرادي، صرخ فيها بأعلى صوته ليخبرهم أنه موجود ولكن لم يرتد له سوى صدى صوت غرفة جوفاء من الحياة الا من بعض الحشرات وصراصير الليل التي اجتمعت على الرائحة الكريهة التي تخرج من مرحاض الغرفة الموجود بها.

 

صرخاته المتكررة والمتعالية لم تشفع له في شيء، لم تحرك ضميرا ينظر من خرم إبرة تخيط جراحات أنتجتها 23 ساعة يقضيها يوميًا مكبل اليدين والقدمين، أما الساعة 24 من اليوم التي كان يرى فيها ضوء الشمس وبصيص الامل بعد خروجه للساحة منعت عنه بعد اعطاءه منومًا في الصباح وفي المساء.

 

“كان قد اشترى لعبة “سيارة أطفال صغار” ليلعب بها أثناء تواجده في قن الحمام الذي كان يربيه ويهتم به كعينه أو كابن له” بهذه الكلام خرج صوت العم صالح متهالكا من الهاتف عندما بدأ حديثه عن ابنه أحمد مناصرة.

 

وفي حديثه لـ”دنيا الوطن” قال العم صالح:” اعتقل أحمد بـ 2015 بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن برفقه ابن عمه الذي استشهد، حيث تعرض للدهس والضرب من قبل المستوطنين ما أدى الى كسر في الجمجمة تم على إثرها نقله الى المشفى ومكث هناك شهر لتلقي العلاج”.

 

وأضاف:” ولصغر سنه وكان يبلغ من العمر 13 سنة ولأنه لا يحاكم نقل الى مؤسسة إسرائيلية في منطقة “يكا” شمالي فلسطين المحتلة مكث فيها إلى أن بلغ سن ما فوق الـ 14 عام وعرض على المحكمة وحكم 12عام، بعد محاكمته تم الاستئناف الى المحكمة العليا وخفف الحكم سنتين ونصف”.

 

ظهر أحمد أثناء ترحيله إلى سجن الأشبال ومن خلال الفيديوهات بتمتعه بقوة جسدية وعقلية عالية فلم يكن يعاني من أية أمراض وأوجاع، ظهر خلال تلك الصور قوة العزيمة لديه واصراره على مقاومة المحتل وأنه لا يخشى سجنه لتتحول تلك النظرات وبعد سنوات من الأسر الى خوف ورعب يسيطر على جسد صغير أبعد عن حضن أمه وحنانها.

 

ارتجف صوت العم صالح وسكت لبرهة من الزمن استجمع خلالها قوة ليردف:” بعد سجنه مع الاشبال تم نقله الى سجن “ريمون” وهنا بدأ الاختلاف يظهر على أحمد”.

 

وتابع:” كانت بداية الاختلاف بسيطة إلا أن تفاقم وضعه سوءا جعل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإدارة مصلحة السجون تبدأ برحلة تنقل لأحمد بين السجون فلم يكن يمكث في السجن الواحد شهر إلا وينقل إلى آخر”.

 

“رحلة التنقلات بين السجون وبمدة قصيرة رافقها التعذيب والقهر والشبح والضرب أدت الى تدهور حالته النفسية وأن يتهيأ له بأشياء لا وجود لها، يصرخ باستمرار، خائف دائما، إضافة إلى اتباع سياسة العزل الانفرادي معه”، بحسب والد أحمد.

 

وأوضح أن وضع أحمد داخل زنازين العزل فترات طويلة كان اخرها ستة شهور متواصلة، جعله يعاني من الوحدة ونتيجة لسوء حالته قامت إدارة سجون الاحتلال بإعطائه جرعات علاجية ودواء لا تعرف ماهيته وما اثاره على الجسم مناسب لحالته أو غير مناسب الا ان وضعه لم يتحسن بل تفاقم للأسوأ.

 

في محاولة من الاهل لإنقاذ ما تبقى من أحمد تم طلب دخول طبيب لمعاينته إلا أن إدارة سجون الاحتلال رفضت، وبعد عام على المطالبات تم الموافقة على دخول طبيبة إسرائيلية ومحامٍ يتقن اللغة العربية لمعاينة وضع أحمد.

 

وأكد والد الأسير أحمد أن الطبيبة خرجت بنتيجة أنه يعاني انفصام في الشخصية ويجب وضعه في حاضنة لتفادي زيادة الخطورة على حالته وجسده وبالرغم من تعليمات الطبيبة إلا أن سلطات الجيش وإدارة سجونه لم تأخذ بما قالته وتم وضعه في العزل.

 

وقال:” نحن لم نتابع حالة أحمد 100% أو بشكل مستمر لان فترات الزيارة تكون متباعدة كيفية التغير في سلوكه بدأت بالتهيؤ ولا ندري ما يحدث له، التكتم على قضية أحمد كبير جدا ومبالغ فيه من الممكن أن يكون قد ظهر عليه عصبية، برود، عدوانية، انطواء، إلا أن ذلك نتيجة لحالته النفسية التي يعيشها حتى أنه لا يخرج إلى الفورة كباقي الأسرى معزول في غرفة ولا يشاهد أحد”.

 

وأضاف:” العم صالح إلى أنه تمت المطالبة عبر وسائل الاعلام بالتدخل من جميع المؤسسات الحقوقية والتي تنادي بحقوق الطفل والصليب الأحمر وعمل حملات الكترونية لزيادة الدعم والمساندة لأحمد من أي شخص ومهما كان موقعه”.

 

وأشار الى أن يوم الأربعاء 13 من نيسان/إبريل يوم محاكمة لأحمد قائمة على أساس أنه قضى ثلثي محكوميته ويستطيع الخروج بناء على حسن سلوكه داخل السجن وهذا قرار أقرته المحاكم الإسرائيلية ولكن لا يعمل به على أرض الواقع.

 

وأكد على أنهم كعائلة أحمد لا يوافقون على نقله لأي جهة لتلقي العلاج لأن سبب حالته، ما شاهده وقاساه داخل الأسر قائلا:” نحن عائلته من سيشرف على علاجه ولا نحتاج لأي أحد مهما كان أن يعالجه ووجوده بين أهله ومحبيه سيساعد على سرعة استجابته للعلاج”.

 

وأشاد العم صالح بحملات الدعم والمناصرة التي اشعلت على مواقع التواصل الاجتماعي لنصرة نجله، مؤكدا أن والدة أحمد شعرت بشيء من الإيجابية والراحة عندما علمت أن جميع الناس متكاثفة لدعم قضية أحمد وتصديرها الى الرأي العام المحلي والعربي والدولي.

عن علام عبيد

شاهد أيضاً

محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟*  

*محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟* *عبدالله …

اترك تعليقاً