بعد الاقتحامات المتكررة ومقتل ضابط.. ماذا ينتظر جنين ومخيمها؟

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية

شيماء عيد

أجمع خبراء ومحللون سياسيون، أن محاولات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة في اقتحام مدينة جنين ومخيمها، من أجل إعادة سيناريو عملية “السور الواقي”، ستبوء بالفشل، لأن المقاومة الفلسطينية في جنين قادرة على التصدّي له من مسافات قريبة، وذلك باعتراف الإعلام الإسرائيلي، الذي وصف ما حدث خلال اقتحام الاحتلال أطراف المخيم الأخيرة التي نتج عنها مقتل ضابط في وحدة اليمام، بأنها لم تحدث منذ 20 عامًا.

 

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أطراف مخيم جنين صباح الجمعة الماضية، استهدفت خلالها منزل العنصر في سرايا القدس، محمود الدبعي، بسلاح من نوع “ماتدور”، وقد استمرت الاشتباكات لمدة ست ساعات انتهت باعتقاله وإصابة داوود الزبيدي التي أعلنت وزارة الصحة عن استشهاده فيما بعد.

 

بدوره، قال المحلل السياسي، عدنان الصباح، إن “حديث الاحتلال قبل فترة عن إعادة سيناريو السور الواقي2، ومحاولة تكرار الفشل السابق، ليحصل على نتائج ناجحة غبي، وباعتقادي أن ما يفكر به الاحتلال نحو تكرار العملية هم يمارسوه الآن، ومنذ شهرين تقريبًا وجنين تخضع لاقتحامات يومين متواصلة بلا توقف، سواء كان ذلك باتجاه المدينة أو المخيم أو القرى المحيطة”.

 

وتابع، إنهم “لا يستطيعوا أن يُفكروا باجتياح كبير وواسع إلا بعد أن يعتقدوا أو يتمكنوا من تحضير الأرضية المناسبة لذلك، التجارب التي خضوها طوال الفترة السابقة في مخيم جنين والقرى المحيطة والمدينة وما جُبلوا به من مقاومة وتحديدًا المعركة الأخيرة التي اعتُقل فيها الدبعي وقُتل فيها ضابط من القوات الخاصة الإسرائيلية وما جوبه به اليوم بينت لدى عائلة هذا الضابط، أنهم طردوه من بيتهم، والتحريض المتواصل من الإعلام الإسرائيلي باتجاه جنين، واتهام جيش الاحتلال بأنه يحصد الفشل دائمًا في جنين وتحديدًا بعد المعركة العظيمة في نيسان 2002، والمعارك المتواصلة”.

 

وأردف الصباح، “كل معركة حديثة اليوم يحاولون الدخول فيها إلى المخيم، يخرجون بنتائج أسوأ من التي سبقت، قبل المعركة الأخيرة كانت المعركة التي استشهدت فيها الصحفية شيرين أبو عاقلة، وما رافق ذلك من هجمة عالمية، وانحصار بالزاوية لحكومة الاحتلال سواء بالخارج أو الداخل، من اليمين المعارض بزعامة نتنياهو، والتحريض المتواصل على هذه الحكومة بانها حكومة فاشلة وغير قادرة إسكات جنين

 

ويرى أن ذلك “سيقود الحكومة إلى مغامرة أكثر فشلاً ستستخدم بها كل عنصر ممكن، وأعتقد أن الاحتلال يحضّر لهذه المعركة القادمة، الاعتقالات والمداهمات المتواصلة في المخيم والاحياء المحيطة للمخيم في محاولة الوصول إلى لحظة  كما يعتقد تمكنه من أن يعود إلى جمهوره ومنتقديه قادر على أن يقول لهم أنِّي فعلت شيئًا”.

 

وأكد على أن “الاحتلال لم يتعلم ولن يفهم أن الشعوب لا يمكن كسرها، قد تُعيقها، أو توقفها وتأخر تقدمها وانتصارها، لكنك لا يمكن أن تمنع هذا التقدم إلا بمزيد من العنف وهذا العنف سيوّلد مزيد من المقاومة أكثر فأكثر، اليوم الاحتلال يعرف أن الرحلة إلى جنين ليست نزهة وليست رحلة عادية، لأن جنين لم تعد وحدها في الميدان، فهو يعلم أن هناك مقاومة حقيقة وقادرة على أن تردع في غزة، ومقاومة قادرة أن تفعل أكثر في سائر مدن الضفة هناك الداخل الفلسطيني الذي يتضامن، وأيضًا القوى في الخارج كحزب الله وقوى المقاومة، بالتالي كل الأوضاع المحيطة تمنع الاحتلال من القدرة على تحقيق إنجاز ما في جنين لأنه سيفتح بهذا الاتجاه”.

 

من جانبه، يرى خالد العمايرة، المحلل السياسي أن “المعركة مستمرة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال، وإذا تأخر الاحتلال في الرد على مقتل الضابط، فليس معنى ذلك أنهم لن يردوا وأنهم جنحوا إلى السِّلم وإنا هم يخططون لأمرٍ شرير، اليوم أصابوا فلسطينًا إصابة خطيرة جدًا بزعم أنه يحاول طعن جندي إسرائيلي، مع أن المسافة بين الشاب الفلسطيني والجنود مسافة 10 متر أو أكثر”.

 

وقال إن “الاحتلال لا يحتاج إلى تبرير لقتل الفلسطينيين، بالنسبة لديهم قتل الفلسطينيين سياسة منهجية معتمدة في تعاملهم مع شعبنا منذ استيلاء إسرائيل على الضفة الغربية منذ عام 1967”.

 

وعن احتمالية تحضير إسرائيل لاقتحام كامل لمخيم جنين كما حدث في عملية “السور الواقي”، أجاب العمايرة “من المحتمل جدا، وليس فقط مخيم جنين، فحكومات الاحتلال كما هو معروف حكومات حرب، ونجاح بينت في البقاء بالحكم مرهون بتحقيق نوع من الفوز على الشعب الفلسطيني”

 

ونوّه إلى أن “نجاح بينت في الاحتفاظ بحكومته يعتمد اعتمادًا أساسيًا على مقدار الدماء التي سيقوم بينت وحكومته وجيشه بإهراقها بالضفة الغربية، فإسرائيل هي التي تصعد الأمور وتريد منا أن نسكت ونستسلم ونركن وندعو إلى السِّلم”.

 

أما الباحث في الشأن الإسرائيلي ،حسن عبدو، فقال إن “إسرائيل كانت في عملية باتجاه جنين واستطاعت كتيبة جنين أن تُوقع القوة المهاجمة في كمين وقُتل الضابط في اشتباك مسلح، وإسرائيل تُحاول أن تقوم بعمليات كنوع من الرد، وقتلت من الفلسطينيين خلال الاقتحام داوود الزبيدي”.

 

وأكمل القول “نحن في معركة مستمرة، وهذه المعركة يقع فيها خسائر من الجانبين، ولا تنتهي بقول أن الفلسطينيين قتلوا ضابط وعلى الاحتلال أن يقوم بالرد، والواقع التنظيمي الموجود في جنين هو واقع قوي، ويُحاكي قطاع غزة اليوم، باعتبار أنها خارج السيطرة الإسرائيلية والأجهزة الأمنية الفلسطينية وهو يتحدث بأن المعكرة التي جرت لم يشهدها منذ عشرين عام عندما أوقع الفلسطينيين القوة المهاجمة في حقل من النار”.

 

واستطرد عبدو “نحن لا نشكك بقدرة الاحتلال على العدوان واحتلال كامل للضفة الغربية وليس جنين فقط، إنما نشكك في قدرتها على النجاح، هي اليوم لن تنجح حتى لو أعادت بما قامت به عام 2002 إلا أنها لم تنجح في القضاء المبرم على المقاومة وستبقى المقاومة تقوم بواجبها”.

عن علام عبيد

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً