رام الله: يوم دراسي يوصي بضرورة دمج النوع الاجتماعي في المستندات المنظمة لعمل المؤسسات الإعلامية

29 يونيو 2022

فلسطين المحتلة – شبكة فتح العاصفة الاخبارية

أوصى يوم دراسي حول “التغطية الإعلامية الحساسة للنوع الاجتماعي” بضرورة أن تعمل المؤسسات الإعلامية على إدماج النوع الاجتماعي في المستندات المنظمة لعملها، مع التشديد على وجوب احترام النساء وكرامتهن في التغطيات كافة، إضافة إلى اعتماد مدونات سلوك داخلية حول أخلاقيات التغطيات الصحفية في المؤسسات الإعلامية، على أن تكون ملزمة للعاملين/ات فيها، وتتضمن مبادىء مرتبطة بتغطية قضايا العنف ضد النساء.

جاء ذلك في اليوم الدراسي، الذي عقده مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس”، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”، اليوم الأربعاء، في مدينة رام الله.

كما أوصى اليوم الدراسي المؤسسات الإعلامية، بتوقيع مذكرات تفاهم مع منظمات المجتمع المدني، تتضمن بنود وآليات عملية لتفعيل مواثيق الأخلاق وتقديم تغطيات مهنية، واعتماد المصطلحات الملائمة في التعاطي مع الناجيات، وإعطاء الصحفيين تدريبات بمنظور النوع الاجتماعي، وضمان استفادتهم منها، ووضع آليات للشكاوى يستطيع المشاهد/ة من خلالها تبليغ المؤسسة الإعلامية عن محتوی أزعجها.

وشدد المشاركون على ضرورة إبراز الحالات الناجية في الإعلام، ليقدمن نموذجا ملهما للنساء والفتيات في مجال كسر حلقة العنف والانتصار لحقهن بالحماية والحياة، وإنتاج تغطيات إعلامية تضيء بشكل معمق على كافة جوانب القضايا، وتعتمد على ذكر السياق المجتمعي الذكوري، وعدم الاكتفاء بتغطيات ظرفية تتعلق بمناسبات محددة، واستعانة الصحفي/ة بمن يمتلك الخبرات القانونية، والحقوقية، والنفسية والاجتماعية، بحسب الحاجة خلال تغطية قضايا النساء، وبشكل خاص العنف المبني على النوع الاجتماعي، ووضع المصلحة الفضلى للنساء في أولويات الصحفيين/ات، وتضمين التغطيات معلومات حول سبل الحماية أو الجهات التي يمكن للناجيات اللجوء إليها لطلب الدعم النفسي، والاجتماعي والقانون، والامتناع عن تبرير الجرائم التي ارتكبت على أساس النوع الاجتماعي.

وأوصى المشاركون كذلك بأن يكون تعاون بين الصحفيين/ات والجمعيات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بملفات النوع الاجتماع، وضرورة الحصول على الموافقة الخطية أو التصويرية من الناجية من العنف، والابتعاد عن استغلال قضايا العنف الجنسي عبر استثمارها كعامل جذب، وضرورة تذكير الصحفيين/ات بأن حماية الناجية وخصوصيتها وصحتها النفسية هي من الأولويات، فضلا عن ضرورة إقامة ورش عمل للصحفيين/ات، ولرؤساء التحرير في المؤسسات الإعلامية عامة، تتعلق بكيفية التعاطي مع قضايا الناجيات، والابتعاد عن استغلال قضايا العنف الجنسي، واستثمارها كعامل جذب للجمهور.

وقالت المديرة التنفيذية لمركز “شمس” أمل الفقيه إن عمل المركز يستند في تمكين النساء وتعزيز الاستجابة لمفاهيم النوع الاجتماعي على رؤيته التي تتمثل في “مجتمع فلسطيني ديمقراطي قائم على احترام حقوق الإنسان والنساء والحريات العامة والخاصة والمكافحة من أجلها”، ولتحقيق ذلك يقوم المركز بتنفيذ مشروع (الضغط والمناصرة وبناء القدرات من أجل تغطية إعلامية حساسة للنوع الاجتماعي)، الذي يهدف إلى توجيه السياسات الإعلامية، والدفع باتجاه خطاب إعلامي جندري، وتفعيل مشاركة النساء الإعلاميات في صنع القرار، وضمان احترام التقارير الإعلامية حول العنف ضد المرأة، وإبراز قصص الناجيات كمناصرات للتغيير الإيجابي

وأضافت أن تحقيق أهداف المشروع يتم من خلال مجموعة من أنشطة بناء القدرات والتوعية والتثقيف وجلسات الحوار مع الإعلامين والمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي بالأسباب الجذرية لعدم المساواة بين الجنسين، ولزيادة الوعي بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، وكيفية إنتاج مواد وتقارير تراعي النوع الاجتماعي، والعمل على تبني سياسات في بيئة العمل الإعلامي داعمة للصحفيات وللنساء، إذ يستند المشروع على أن نجاح الصحفيين في تحقيق الإدماج المطلوب لمنهجية النوع الاجتماعي في عملهم، يتطلب منهم النظر إلى المحتوى الإعلامي من منظور يراعي النوع الاجتماعي، وامتلاك الوعي الكافي بالثقافة المحيطة والخارجية والسياق الخاص الذي يعملون فيه لأوضاع النساء في الوقت نفسه.

وأكدت الفقيه ضرورة العمل على تغيير المحتوى الإعلامي بحيث يكون مشجعاً للمنظور الجندري، ومنضبط به ومحفزا للمساواة بين الجنسين، وداعماً للنساء، ومدافعا عن حقوقهن، ومهني وحساس، ومستجيب في تغطية قضاياهن بما يشمل العنف المبني على النوع الاجتماعي من جهة، والترويج للمحتوى الإعلامي ضمن رؤية جندرية تبتعد عن كافة أشكال التمييز القائمة على أساس الجنس من جهة أخرى.

بدورها، قالت منسقة الإعلام والتواصل في مكتب “اليونسكو” في رام الله هلا طنو إن العدالة بين الجنسين والمساواة أمام القانون غير موجودة في الدول العربية، فالقوانين أغلبها لا تساوي وتميز بين الجنسين، منوهة إلى أن صعوبة الحصول على المعلومات تؤثر على ذلك.

وأضافت أن من الضروري تعزيز التواصل بين الأمن والصحفيين، لتوصيل صورة وصوت المرأة، وتوثيق الاعتداءات والعنف وضد المرأة بالصورة الصحيحة.

وفي السياق، تحدثت لبنى الأشقر من قسم الإعلام في طاقم شؤون المرأة عن معايير صناعة المحتوى الإعلامي المراعي للنوع الاجتماعي والداعم للنساء، إذ قالت إن الإعلام لعب دورا حيويا في تشكيل تصورات العنف ضد النساء والفتيات وتأثيره وحقوق المرأة بشكل عام، مبينة أنه في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، تفرع هذا العنف إلى ساحات جديدة، ليشمل التنمر والمضايقة عبر شبكة الانترنت.

وأردفت أن الأشكال الجديدة من العنف تتطلب لغة ومقاربات جديدة لمعالجتها بشكل فعال، وفي هذا السياق يلعب الصحفيون دورا مهما ليس فقط في زيادة الوعي حول العنف ضد المرأة، لكن أيضا في تحدي التقاليد والمواقف والصور النمطية السلبية.

وبينت الأشقر أن ثقافة إخفاء العنف داخل المجتمع العائلي المعقد، والتفسيرات الدينية الخاطئة في التغطية الإعلامية الفلسطينية تساهم في ديمومة ما يسمى بالخطاب التقليدي، الذي يبرر العنف ضد النساء، ناهيك عن قلة الوعي بين بعض الصحفيين حول حقوق المرأة والعنف الأسري، وأن هناك حاجة إلى مزيد من الحوار الثقافي والمراعي للنوع الاجتماعي في التغطية الإعلامية لهذا النوع من القصص، من خلال ابراز التحديات في عودة التفكير التقليدي للعديد من الفئات الاجتماعية.

من جانبه، تحدث الصحفي صالح مشارقة عن دور الإعلام الفلسطيني والإعلاميين/ات في تمكين النساء على مستوى السياسات العامة والممارسات وبيئة العمل، والدور الفعلي المطلوب، موضحا أن دور الجامعات متأخر، إذ إن الخطط الدراسية غير جندرية، والمحاضرون والطلبة محافظون، والمناهج المدرسية لا تخضع لفكرة النوع الاجتماعي.

وتطرق مشارقة إلى دور مؤسسات التدريب في تعميق “الجندر” الاكاديمي في مهارات المتدربين، وإعطاء تدريبات تمكين للزميلات للتحول إلى الإعلام الرقمي، والبحث عن نسوية محلية عند المتدربين، معرجا على دور غرفة الأخبار، في إيجاد مراصد تدقیق جندري على وسائل الإعلام، وسكرتاريا تحرير جديدة، والعودة إلى برامج متخصصة.

وتخلل اليوم الدراسي عروض من المشاركين/ات عن تجارب ذاتية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي

عن أبو آدم

شاهد أيضاً

محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟*  

*محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟* *عبدالله …

اترك تعليقاً