نقد كتاب*القدس حكاية التاريخ* من تأليف الأستاذ رضوان عبدالله، والناقد سعدات بهجت عمر.

نقد كتاب*القدس حكاية التاريخ* من تأليف الأستاذ رضوان عبدالله، والناقد سعدات بهجت عمر.

 

بسم الله الذي بنعتمه تتم الصالحات وهو المستعان في الحوادث والنائبات. إن أهم ما يُميز هذا الكتاب القيم الجامع بجزأيه التسلسل التاريخي للأحداث وتعاقُبها على مر السنين، وقد وقع الأستاذ رضوان عبدالله على مراجع كثيرة في هذا المجال أثارت دهشتي لكثرتها وتنوعها فكانت الحقيقة عبر التسلسل المنطقي التاريخي للأحداث. فكانت رواية الأحداث مُنتظمة بعناية ذُكرت، لقد أبدع الكاتب في المنطقية والعناية المُركزة لكتابة القدس حكاية التاريخ وما يُشكله من أهمية كبيرة في مواجهة دعاوى الإحتلال الإسرائيلي وغيرهم من العُنصريين، والامبرياليين ممن يُحاولون أن يُثبتوا حقوقاً هنا وهناك لهم في أرض فلسطين. اشتمل الكتاب على جزأين رئيسيين هما القدس وفلسطين وفيه بحث تاريخي للمؤلف من أول تاريخ معروف للقدس حتى اخراج هذا الكتاب.

جاء الكتاب بجزأيه عالَماً زاخراً عالَماً يُمكن للقارئ ارجاع جذوره إلى عهود التاريخ بالأسماء في حين رُصت الكلمات بسلاسة، وكأنها تعيش معاً وظائف وواجبات. لقد بنى الأستاذ رضوان عبدالله كعادته وهو الذي لا ينس لا صغيرة ولا كبيرة إلا وقد أحصاها في تشكيل مُبدع حسب نظام المجتمع الديني والدنيوي والزماني ويرتقي القدرة لإدراك أقدار القدس حكاية وتاريخ وتضحية وتقريراً لمصير الخصوبة الدينية والزمانية في فلسطين وعند القاصي والداني، وكان الأستاذ رضوان عبدالله مُسيطراً على التمهيد، والمدخل، وفصول الكتاب العشرين عواصف تاريخية، وجغرافية لمدينة القدس، وفيضانات التقسيم والتدويل والتمرد والقرارات الدولية والاستيطان العنصري والصراع الداخلي والإقليمي والدولي على القدس في تصور سياسي لغزو صهيوني وغزو إمبريالي للعمل على تصفية رموز الحضارة العربية الإسلامية والرومانية واليونانية، ولم ينس الأستاذ رضوان عبدالله في مؤلفه القدس حكاية التاريخ المُعاناة الفلسطينية بشكل عام وقرارات الأمم المتحدة ومُعاناة أهل القدس والقرارات المُتعلقة بالقدس بشكل خاص في اضطراباة نفسية وجسدية في رب نفس الريح ليفتح الأعين على القدس وتاريخ القدس في كل المواقف الفلسطينية والعربية وفي كل اللقاءات واللغات والقمم العربية والمؤتمرات الدولية وقراراتها باعطاء الروح الفلسطينية المُتمردة للموقف الفلسطيني الثابت على الثوابت في الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمة أبدية والعودة الكريمة للاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم وأرضهم وإلا الطوفان الذي يُراد به سيفاً مُسلطاً صارماً يُعاقب بشدة لينتصب مكاناً للحكمة من أعماق المياه لتكون ملحمة تكوين فلسطيني يمتلك السماء والهواء والليل والأرض على أرض الإسراء والمعراج الذين يُعيدون كتابة التاريخ الفلسطيني بأحرف دماء الشهداء والضحايا والجرحى. كتاب القدس حكاية التاريخ كتاب رائع وهو أقرب إلى المعجم أنصح بقراءته والاحتفاظ بنسخة منه في كل بيت.

عن علي

شاهد أيضاً

حركة “فتح” وقوات الأمن الوطني في لبنان تؤبن الشهيدين العرموشي وفندي في مخيم الرشيدية

*حركة “فتح” وقوات الأمن الوطني في لبنان تؤبن الشهيدين العرموشي وفندي في مخيم الرشيدية*   …

اترك تعليقاً