الذكرى الــ 54 لانعقاد الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني بالقاهرة

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية

يصادف اليوم الاربعاء الذكرى الــ 54 لانعقاد الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني بالقاهرة والتي استمرت من 1-2 – 1969حتى 4-2 -1969 ، وقد تألف المجلس الوطني في هذه الدورة من (105) أعضاء يمثلون جميع الفصائل الفلسطينية وبعض ضباط جـ ـيش التحـ ـرير الفلسطيني وعدد من العاملين الفلسطينيين، وتم خلال هذه الدورة انتخاب لجنة تنفيذية جديدة للمنظـ ـمة، تولي رئاستها الشهـ ــيد: ياسر عرفات (أبو عمار ).

ومن أهم القرارات الصادرة عن هذه الدورة :
1.دعم الصمود لشعبنا في الأرض المحتلة “إزاء أساليب وإجراءات الاحتـ ـلال الإسرائيلي .

2.تشكيل لجنة تقوم بالاتصال مع الأعضاء المتخلفين عن الحضور .

3.إقرار خطة عمل سياسية وإعلامية عسكرية وتنظيمية ومالية .

4.موافقة المجلس بالإجماع على تفرغ رئيس المجلس الوطني، ويكون مساويا من الناحية المادية لرئيس اللجنة التنفيذية.

وصدر في نهاية دورة المجلس بيان سياسي موجه إلى الشعب الفلسطيني وهذا نصه:

يا جماهير شعبنا المناضل …
انعقد المجلس الوطني الفلسطيني في ظروف وأوضاع بالغة الأهمية والخطورة، وتمكنت في أثنائها حركة المـ ـقاومة الفلسطينية المسـ ـلحة، والنضـ ـال الجماهيري بكافة أنحاء فلسطين المحتلة من إعادة الشعب الفلسطيني إلى مسرح الأحداث والتاريخ، ومن فرض وجود الشعب الفلسطيني وحقه المطلق بكامل وطنه فلسطين إلى أرض وطنه، وفي الوقت الذي مزقت فيه حركة المـ ـقاومة الفلسطينية والنضال الجماهيري الفلسطيني مخطط التآمر الصـ ـهيوني والإمبريالي للقضاء على شخصية الشعب الفلسطيني وكيانه، فإن القضية الفلسطينية تواجه المرحلة الراهنة أخطار التصفية لمصلحة الصـ ـهيونية والاستعمار عبر قرار مجلس الأمن الصادر بتاريخ 22/11/1967م، وكل ما يسمى بالحلول السلمية وكافة المشاريع التصفوية المطروحة ومنها المشروع السوفييتي الهادف إلى وضع برنامج زمني لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي.

إن المجلس الوطني الفلسطيني تعبيراً منه عن الثـ ـورة الفلسطينية، وتجسيداً لأماني وطموح الشعب الفلسطيني بالقدر الذي يتمسك بحقه المقدس وبكامل وطنه فلسطين، يؤكد بنفس الدرجة وبمنتهى العزم والتصميم رفضه الكامل لكل التدخلات والسياسات العربية والدولية التي تنتقص من حقه في وطنه وفي ملكيته لقضيته، ويرفض كافة أشكال الوصاية أو التبعية أو التدخل العربي الرسمي والدولي في شؤون القضية الفلسطينية وفي مسيرة حركة المـ ـقاومة الفلسطينية الصاعدة.

وانطلاقاً من هذا، فإن الشعب العربي الفلسطيني يرفض بحزم كافة القرارات والمشاريع التصفوية، بما فيها قرار مجلس الأمن الصادر بتاريخ 22/11/1967م، والمشروع السوفيتي وأية مشاريع أخرى.
وإن الشعب الفلسطيني في نضاله المرير لتحـ ـرير وطنه والعودة إليه، إنما يهدف إلى إقامة مجتمع ديمقراطي حر في فلسطين بجميع الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين ويهوداً، وفي إنقاذ فلسطين وشعبها من سيطرة الصـ ـهيونية العالمية باعتبارها حركة عنصرية دينية رجعية ذات جذور فاشية مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالإمبريالية العالمية؛ لتخدم أغراضها وتشوه العلاقات الإنسانية، وتجلب البغضاء والكراهية لجماهير اليهودية باعتبارها حركة تقوم على إحياء الروح الإسلامية المعادية لليهود أينما يتواجدون في العالم بما تنميه في صفوفهم من ازدواجية الولاء القومي، ومن عدم الارتباط والاندماج والإخلاص لمواطنهم الأصلية.

وإن المجلس الوطني الفلسطيني إذ يحيي جميع المقـ ـاتلين في كافة فصائل المقـ ـاومة، وإذ يحيي الجماهير العربية الصامدة المناضلة في جميع أنحاء فلسطين المحتلة، وإذ يحيي الجـ ـيوش العربية المرابطة على خط وقف إطلاق النار المتعاطفة مع العمل الفدائي، وإذ يحيي الجماهير العربية في الوطن العربي لالتفافها الرائع حول حركة المـ ـقاومة وبخاصة الجماهير العربية الأردنية واللبنانية التي تواجه الاعتداءات الصهيونية المستمرة بصبر وتضحية، فإن المجلس الوطني يؤكد أن طريق المـ ـقاومة والتـ ـحرير طريق شاق وطويل مفروش بالدمـ ـاء والدموع وبأغلى التضحيات.

لقد فرضت علينا الحركة الصـ ـهيونية الاستـ ـعمارية الاستيطانية متعاونة مع الدول الاسـ ـتعمارية وخاصة أمريكا هذه الظروف، وما من طريق غيره لرد الغزوة الصهيونية الإمبريالية عن الوطن العربي التي ابتدأت بفلسطين، هذا بالإضافة إلى أن تطور الأمة العربية وتقدمها وازدهارها ووحدتها واستثمار ثرواتها يرتبط ارتباطاً أساسياً برد الغزوة الصـ ـهيونية الإمبريالية وبتحرير فلسطين تحريراً كاملاً، وبخلاف ذلك، سيبقى الوطن العربي مقسماً جغرافياً وبشرياً، ولسوف تتحول الأقطار العربية إلى مناطق نفوذ دائمة للصهيـ ــ ـونية والاسـ ـتعمار، ولذلك فإن المجلس الوطني يناشد الجماهير الفلسطينية خصوصاً والجماهير العربية عموماً أن تحشد كل طاقاتها وأن تضع كل قواها في المـ ـقاومة الفلسطينية المسـ ـلحة، باعتبار أن حركة تـ ـحرير فلسطين هي جزء من الثـ ـورة العربية الشاملة.

إن المجلس الوطني الفلسطيني إذ يحقق خطوة أساسية محورية هامة في طريق بناء الوحدة الوطنية القـ ـتالية، يناشد جميع أبناء الشعب الفلسطيني وقواه العاملة إلى تعميق الوحدة الوطنية لزيادة قدرات حركة المقـ ـاومة وتصعيدها، ولا يسع المجلس الوطني في هذا المجال إلا أن يؤكد الحقيقة المطلقة. إن الــسـ ـلاح الذي يحمله المقـ ـاتلون إنما يحملونه لتصويبه نحو هدف واحد فقط هو العدو الصـ ـهيوني، باعتبار أن التناقض الأساسي في هذه المرحلة هو التناقض مع العدو الصـ ـهيوني والاستعمار، وإنه يجب أن تتوقف كافة التناقضات الأخرى الداخلية باعتبارها تناقضات ثانوية.

إن منظـ ـمة التحـ ـرير الفلسطينية في ضوء الميثاق الوطني الفلسطيني المعدل في دورة المجلس الوطني الفلسطيني في تموز (يوليو) 1968م، وعلى أساس أوضاعها الثـ ـورية الجديدة تناشد الجماهير الفلسطينية أن تلتف حولها التفافاً واسعاً ومنظماً، وأن تنبذ ذلك النفر المنحرف الانهزامي من دعاة التصفية والكيان الفلسطيني المزيف العميل للصهيونية والاستعمار.

لقد اتخذ المجلس في اجتماعاته في دورة انعقاده هذه القرارات اللازمة، ووضع الخطة الملائمة لتصعيد حركة المقاومة، وفي مقدمة ذلك، توحيد العمل الفدائي، وتوحيد الجباية المالية، وتقوية جـ ـيش التـ ـحرير الفلسطيني، وزيادة قدراته القتالية، وتفاعله مع الثـ ـورة لتطويرها إلى حرب التحرير الشـ ـعبية. ولما كان تنفيذ هذا المخطط الثوري يحتاج إلى الأموال الكافية لذلك، فإن المجلس الوطني الفلسطيني يدعو الجماهير الفلسطينية خصوصاً والجماهير العربية عموماً إلى المزيد من العطاء المالي، كما يدعو الدول العربية إلى الوفاء بكل التزاماتها المالية نحو منظمة التحـ ـرير الفلسطينية، ويدعم المجلس الوطني الدول العربية إلى تسهيل سبل العمل والإقامة والتنقل لأبناء فلسطين المقيمين فيها نظراً لارتباط ما تقدمه بزيادة قدراتهم على دعم الثـ ـورة الفلسطينية في كافة المجالات.

إن المجلس الوطني الفلسطيني الذي يعتبر حركة التحـ ـرير الفلسطينية جزءاً من حركة التحرير الوطني في العالم، يعرب عن تمنياته إلى جميع أحرار العالم وشرفائه الذين يؤيدون حق الشعب الفلسطيني في وطنه، ويناشد جميع قوى الخير والتقدم في العالم إلى بذل المزيد من التأييد للشعب الفلسطيني.
المجد والخلود للشـ ـهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل عروبة القدس …
عاشت الجماهير الفلسطينية المناضلة في فلسطين المحـ ـتلة، وبخاصة قطاع غزة والضفة الغربية والمنطقة المحتلة.

عاشت الثـ ـورة الفلسطينية الظافرة. عاشت الأمة العربية.

القاهرة في 4/2/1969م المجلس الوطني الفلسطيني.

عن علام عبيد

شاهد أيضاً

محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟*  

*محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟* *عبدالله …

اترك تعليقاً