بهاء مصاروة.. الأسير رقم 100 في قائمة “عمداء الأسرى”

7 أكتوبر 2021

فلسطين المحتلة – شبكة فتح العاصفة الاخبارية

تشرين الأول، ليس شهرا عاديا في حياة الأسير بهاء يوسف عبد القادر مصاروة “شبراوي”، ففي الثالث والعشرين منه عام 1980 ولد، وفي الرابع من الشهر ذاته عام 2001 اعتقل، وفي العاشر من عام 2020 توفيت والدته، وفيه انضم إلى قائمة عمداء الأسرى، الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما، ليكون رقم 100 في هذه القائمة.

20 عاما مرت على الأسير مصاروة، بأيامها الحالكة المظلمة بين أوجاع وآلام وحزن في سجون وزنازين القهر والظلم، التي مر عليها أجيال من خيرة أبناء فلسطين، كبرت وهرمت داخل غرف مغلقة لا شمس تدخلها ولا هواء، عاشت وما زالت تمضي بأعمارها التي سرقت منها عنوة، بانتظار الحرية المسلوبة.

مصاروة من مخيم نور شمس شرق في مدينة طولكرم، تنحدر جذوره من قرية قاقون المهجرة داخل أراضي 1948، لأسرة تتكون من ثمانية إخوة وخمس أخوات، فيما والداه متوفيان.

منذ صغره، شب بهاء على المقاومة والنضال، وكان يساعد شقيقه الشهيد عبد القادر الذي اغتالته قوات الاحتلال في الرابع من أيلول عام 1992، في نقل الرسائل إلى المطاردين وإحضار الطعام والشراب له وللشبان المطلوبين.

وخلال الانتفاضة الأولى، عانت عائلة مصاروة كما كل العائلات الفلسطينية من مسلسل المداهمات والاقتحامات اليومية المتكررة، ما دفع بهاء للمشاركة في المواجهات مع الاحتلال رغم صغر سنه في ذلك الوقت، فاعتقل عام 1994، وحكم عليه بالسجن لمدة 6 أشهر، إلى جانب عدد من الشبان في عمره.

وبعد أربعة أشهر أفرج الاحتلال عنه، وقرر أن يعود إلى صفوف الدراسة، إلا أنه تركها للعمل في أي مجال يمكنه أن يساعد أسرته، فعمل مع اخوته في مجال الميكانيك والبلاط، وفي عام 1998 توجه للعمل داخل أراضي عام 1948 وأتقن اللغة العبرية بشكل جيد.

واصل بهاء مقاومة الاحتلال في الانتفاضة الثانية، وكان في مقدمة الشبان المدافعين عن المخيم والمدينة، اعتقل في كمين “للمستعربين” التي أطلقت النار على قدميه بعد استدراجه من أحد العملاء إلى ضاحية شويكة شمال طولكرم، وتم اقتياده إلى تحقيق سجن الجلمة وقدماه تنزفان بسبب إصابته بشظايا الرصاص، وأمضى في التحقيق فترة تزيد على أربعة أشهر، وحكم عليه بالسجن لمدة 35 عاما، متنقلا بين سجون الاحتلال، ليستقر به الآن في سجن “ريمون” الصحراوي.

يقول شقيقه صبحي وهو أسير محرر اعتقل في الانتفاضة الأولى وقضى عامين ونصف العام في سجون الاحتلال لمراسلة “وفا”، ترك اعتقال بهاء والحكم عليه أكثر من 35 عاما، ألما لدى العائلة خاصة والدي الذي لم يره منذ اعتقاله، ونتيجة حزنه الشديد تفاقمت لديه الأمراض المزمنة وفقد بصره، وتوفي بعد ستة أشهر من اعتقال بهاء، وأصبحنا نعاني الأمرين لنتمكن من الحصول على تصريح لزيارته، وتقدمنا بالطلبات والشكاوى للمؤسسات والهيئات المعنية، ليتم منحنا تصاريح الزيارة بعد مرور خمس سنوات على الاعتقال.

وفي العام 2007، اجتمع بهاء بأخيه الأصغر علاء الذي حكم عليه تسع سنوات ونصف السنة، وكانت هذه المرة الأولى التي يرى فيها أخاه منذ العام 2001، وكان ذلك في سجن “جلبوع”، ثم اجتمع معه مرة أخرى في سجن “هشارون” عام 2008.

ويضيف صبحي، خرجنا جميعا من سجون الاحتلال ولم يبقَ غير بهاء، والحزن يجتاح قلب والدتي ولكنها كانت صامدة محتسبة، صبرت على فقدان ولدها الشهيد عبد القادر، واحتسبت على اعتقال ولدها بهاء، وكانت تعيش أمل اللقاء بأن تحتضنه، ولكن الموت غيبها في العاشر من تشرين الأول العام الماضي 2020، وكانت لم تتمكن من زيارته ورؤيته منذ عامين بسبب مرضها وفترة جائحة كورونا ومنع الزيارات، مشيرا إلى أنه كان يحدثها عبر الهاتف وهو يشد من أزرها ويطلب منها ألا تحزن ولا تبكي لأن الفرج قريب بإذن الله.

ويشير إلى أن بهاء أكمل تعليمه داخل الأسر وحصل على شهادة بكالوريوس في التاريخ، محققا أمنية والدته بإكمال تعليمه.

ويقول صبحي، حسرة غياب أخ في المنزل صعبة جدا، ونشعر بها في كل مناسبة نعيشها من حزن أو فرح، خاصة بعد غياب الأب والأم، فشقيقي الأكبر أيضا فقد بصره نتيجة الأمراض المزمنة المصاب بها، وهو يشعر بحسرة لعدم تمكنه من رؤية بهاء مرة أخرى، كان على أمل أن يراه، ولكن ما يهون عليه هو سماع صوته، وأنه يتمتع بصحة جيدة ومعنويات عالية رغم ظروف الأسر، ولكن ذلك لا يمنع من شعورنا بالخوف والقلق عليه وعلى جميع الأسرى، من ممارسات الاحتلال التعسفية بحقهم الذي لا يتوانى عن فرض إجراءات عقابية عليهم من ضرب وتنكيل وعزل، خاصة في هذا الوقت الذي يخوض فيه عدد من الأسرى إضرابا مفتوحا عن الطعام رفضا للاعتقال الإداري الجائر.

وأكد أن الأسرى متشوقون للحرية ويعيشون أمل اليوم الذي يأتي وقد تحققت حريتهم، وهذا يتطلب حراكا من جميع الجهات من جماهير ومؤسسات رسمية وشعبية وقيادة، والتوحد خلف الأسرى ومساندتهم والضغط على كافة المؤسسات والجهات الدولية للتحرك العاجل لإنقاذهم من الاحتلال.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن قائمة “عمداء الأسرى” الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما على التوالي، ارتفعت إلى (100) أسير، بعد انضمام الأسير بهاء يوسف عبد القادر مصاروة “شبراوي” (41 عاما) للقائمة.

وأفادت بأن الأسير محمد الطوس (66 عاما)، المحكوم مدى الحياة، قد دخل عامه الـ(37) على التوالي في سجون الاحتلال وهو ثالث أقدم أسير فلسطيني، من بلدة الجبعة قرب بيت لحم، وهو من الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاق أوسلو، وعددهم (25) أسيرا أقدمهم الأسيران كريم يونس وماهر يونس.

ودعت الهيئة وسائل الإعلام إلى الاهتمام بقضية الأسرى القدامى، وتسليط الضوء على معاناتهم ومعاناة ذويهم المتفاقمة.

ويوميا، يتعرض الأسرى لانتهاكات من قبل إدارة مصلحة السجون، من تنكيل وتعذيب، والتي آخرها عزل 14 أسيرا في قسم رقم 6 في سجن النقب الصحراوي بظروف صعبة وقاسية منذ أكثر من شهر، عدا عن معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها 7 أسرى في سجون الاحتلال ستة منهم احتجاجا على استمرار اعتقالهم الإداري، وسابع على ظروف عزله القاسية، ومنهم الأسير ابن بلدة عنبتا شرق طولكرم علاء الأعرج الذي دخل يومه الـ60 في الإضراب عن الطعام، ويقبع في زنزانة عيادة “سجن الرملة”.

عن أبو آدم

شاهد أيضاً

محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟*  

*محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟* *عبدالله …

اترك تعليقاً