متحف البلدة القديمة في الخليل… تراث يزخر بتاريخ عريق وأمجاد فلسطينية الهوية

14 أكتوبر 2021

فلسطين المحتلة – شبكة فتح العاصفة الاخبارية

تزخر البلدة القديمة وسط مدينة الخليل بتراث ثقافي فريد شيد منذ آلاف السنين، حيث يعود تاريخ مبانيها الحالية إلى العهد الأيوبي والمملوكي والعثماني، وتمتاز بنظامها المعماري، وفيها العديد من المباني الأثرية والتاريخية، والقناطر، والأزقة، والأسواق القديمة، ومتحف يضم صورا فنية وجمالية ووظيفية تمثل حضارة عريقة لا زالت تحتفظ بأدق تفاصيلها الحضرية والمعمارية.

وتبذل لجنة إعمار الخليل جهودا جبارة في الحفاظ على هذه المكونات الحضارية، رغم ما تواجهه من تحديات جمة بفعل اعتداءات وممارسات قوات الاحتلال والمستوطنين، لنقلها للأجيال بأصالتها لتتمكن من الحفاظ عليها جيلا بعد جيل.

وقال مدير عام لجنة اعمار الخليل عماد حمدان لــ”وفا”، “انبثقت لدى اللجنة فكرة إيجاد هذا المتحف في البلدة القديمة ليكون مرآة لحضارتها وإرثها الثقافي، وليكون منبرا يحكي للأجيال كل ما يتعلق ببلدتهم، من منطلق الحاجة لرفع الوعي الجمعي لأفراد المجتمع المحلي وزيادة معرفتهم بتراث بلدتهم وتاريخها وتطورها العمراني، والظروف السياسية التي تحيط بها والتحديات التي تفرضها هذه الظروف، والجهود المبذولة لحماية هذا التراث والحفاظ عليه”.

وتابع حمدان، “يلعب المتحف التفسيري دورا هاما في تشجيع السياحة للبلدة القديمة، ويعتبر أحد مقوماتها، لذا يستهدف هذا المشروع جميع فئات المجتمع المحلي والدولي، واحتفلت لجنة إعمار الخليل بافتتاح هذا المتحف الواقع في مبنى فندق فلسطين سابقا والذي يعتبر قطعة معمارية فنية نادرة، بمفرداته، وعناصره التقليدية، ونمطه المعماري، والتشكيلات الزخرفية التي يتزين بها”.

وحسب لجنة إعمار الخليل نفذ هذا المشروع بتمويل من مملكة السويد، من خلال منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو”، واستندت منهجية الترميم التي اعتمدت عليها اللجنة على التدخل بالحد الأدنى من أجل الحفاظ على هذا المبنى التاريخي وعناصره المعمارية والإنشائية المميزة.

ومن خلال التدخلات البسيطة تم تطويع المبنى وظيفيا للاستخدام كمتحف يستقبل الزوار والمواطنين، كما ركزت عملية الترميم على الحفاظ على أصالة المبنى من خلال الحفاظ على مواد وتقنيات الترميم المستخدمة، وتم الحفاظ على العناصر المعمارية الفريدة التي يمتلكها المبنى كالبلاط التقليدي وكذلك الخزائن الخشبية التي تم ترميمها وإعادة استخدامها، وغيرها من العناصر كالتصوينات الفخارية، والزجاج الملون، والأعمدة ذات التيجان المزخرفة.

ويتكون متحف البلدة القديمة من خمسة فراغات رئيسة، كل منها يتناول جانبا معينا من المدينة، ويسير الزائر في هذه الفراغات وفق متسلسلة واضحة لعرض المعلومات، حيث يستعرض الفراغ الأول السرد الزمني لمدينة الخليل، مقدما معلومات تاريخية مفصلة لكل حقبة تاريخية مرت على المدينة، موضحة بالصور، والقطع الأثرية الدالة على هذه الحقبة.

وبعدها ينتقل الزائر للمتحف إلى غرفة خاصة بالحرم الإبراهيمي الشريف “قلب البلدة القديمة النابض بالحياة”، يستعرض معلومات عن هذا المعلم المقدس من حيث التاريخ، والوصف المعماري، والآليات المتبعة في ترميمه والحفاظ عليه، والمعوقات التي تواجهها عملية ترميمه.

بينما يتناول الفراغ الثالث لجنة إعمار الخليل من حيث تأسيسها، وأهدافها، وخطتها الشاملة، وإنجازاتها في الحفاظ على البلدة القديمة، وإعادة الحياة اليها.

ويتناول الفراغ الرابع عرضا للوضع السياسي لمدينة الخليل، والانتهاكات التي يتعرض لها السكان، والتراث العمراني على حد سواء، وتقدم الغرفة الخامسة كل ما يتعلق بالحرف التقليدية، والتي تمثل جانبا مهما من التراث الثقافي للبلدة القديمة، حيث تتناول الحرف الرئيسية كالخزف، والزجاج، والفخار، والنسيج والتطريز، مع تمثيل هذه الحرف من خلال عرض بعض المقتنيات لها.

ويحتوي المتحف على صالة متعددة الأغراض، مزودة بشاشة عرض تعرض فيها أفلام خاصة، هادفة وتقام فيها اللقاءات والندوات، إضافة إلى معرض الآثار الذي يعرض مجموعة من القطع الأثرية التي تمثل تاريخ الخليل.

وكانت لجنة إعمار الخليل ومكتب اليونسكو في فلسطين افتتحا اليوم الخميس، متحف البلدة القديمة في مدينة الخليل، بحضور وزيرة السياحة والآثار علا معايعة، وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية في محافظة الخليل.

وقالت معايعة في حديث لـ”وفا” إن وزارة السياحة افتتحت خامس موقع للسياحة والآثار في البلدة القديمة من مدينة الخليل، مشيرة لما تتعرض له البلدة القديمة من اعتداءات وانتهاكات.

وأضافت معايعة “نأمل أن تجلب هذه المعالم السياحة من كل دول العالم إلى جانب تشجيع السياحة الداخلية”.

عن أبو آدم

شاهد أيضاً

محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟*  

*محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟* *عبدالله …

اترك تعليقاً