سلسلة مسيرة الثورة الجزء الرابع – اذاعة صوت الثورة الفلسطينية.

سلسلة مسيرة الثورة الجزء الرابع – اذاعة صوت الثورة الفلسطينية.

 

غزة_رام الله/ شبكة العاصفة الإخبارية :-

بقلم الإعلامي الكبير :- محمد جعفر الباز

باسم الله باسم الفتح باسم الثورة الشعبية باسم الدم باسم الجرح اللي بينزف حرية باسمك باسمك يا فلسطين اعلناها للملايين … عاصفة عاصفة عاصفة

في الأول من مارس 1965م، وبعد الاعلان عن انشاء منظمة التحرير الفلسطينية 28/5/1964م اطارا سياسياً للشعب الفلسطيني، وممثلا وحيدا له، ووضع اللبنات الأساسية لجيش التحرير الفلسطيني في قطاع غزة وسوريا والعراق، وبعد الاعتراف العربي بهذا الإطار السياسي تقرر ان يكون هناك صوتاً جديدا للشعب الفلسطيني، فقد أعلن احمد الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، افتتاح وانطلاقة صوت فلسطين – صوت منظمة التحرير الفلسطينية من القاهرة، واشرف على انشائها وشارك في اختيار بعض العاملين فيها، وأكد فى كلمته ان هذا الصوت جاء ليكون اميناً لنضال الشعب الفلسطيني سياسياً وعسكرياً وثقافياً، مؤكدا تناوله للقضايا السياسية والنضالية التي تهم ابناء الشعب الفلسطيني، وسيعمل على وحدت هذا الشعب في كل انحاء العالم، ليكونوا خلف اطارهم السياسي الجديد.
وقد اعتمد الشقيري في تكوين هذا الإطار على بعض اللاجئيين السياسيين في جمهورية مصر العربية ومن لهم دراية وخبره في العمل الإعلامي والإذاعي وكان شكل الإذاعة كلاسيكياً، برامج ثابته من خلال خارطة برامجية ربع سنوية، بالإضافة الى نشرات الأخبار، والتعليقات السياسية وما يستجد من أمور، واهمها خطابات الرئيس الشقيري.
كان الاستاذ ( راجي صهيون) رئيس الإذاعة ومديرها ، وهو شخص ذو خبرة طويلة في المجال الإذاعي، عندما كان يعمل في اذاعة الشرق الأدنى في جنين قبل نكبة عام 1948م.
عمل واسس راجي صهيون الاذاعة وانطلق مع رفاقه لمدة عام ثم تولى الإذاعة خالد الفاهوم مديرا لمدة عام ونصف تقريباً، حيث تولى بعد ذلك قيادة الاذاعة على هاشم رشيد، الذي استقال في العام 1979م، ليحل محله لتوجيه الإذاعة لجنة من العاملين في الإذاعة مكونة من خمسة افراد تم انتخابهم من زملائهم في اذاعة صوت المنظمة
ومع انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) في الفاتح من يناير عام 1965م وانتصار الثورة الفلسطينية في معركة الكرامة في الحادي والعشرين من مارس عام 1968م ولأن الثورة الفلسطينية بندقية ثائر ونبض شاعر وريشة فنان ومبضع جراح وقلم كاتب فقد اردنا ان نتحدث عن انفسنا وعن نضالنا إعلاميا فمنعونا ولاحقونا وحاربونا والصقوا بثورتنا العديد من الاتهامات الظالمة ، حينها قرر القائد والفدائي ياسر عرفات انشاء إذاعة للعاصفة وكلف الاستاذ فؤاد ياسين بالعمل فانطلقت في 11/5/ 1968 م من استوديوهات 4 شارع الشريفين بالقاهرة بالدور الثالث تحت اسم صوت العاصفة – صوت فتح – صوت الثورة الفلسطينية و قد أسندت إدارة إذاعة صوت العاصفة إلى أحد مثقفي حركة فتح و هو سعيد المزين أبو هشام المعروف باسم ” فتى الثورة ” ثم اسندت إدارة الإذاعة إلى إذاعي وإعلامي شهير هو الأخ فؤاد ياسين الذي كان يدير إذاعة صوت منظمة التحرير الفلسطينية الموجودة في نفس المبنى في القاهرة .
كانت إذاعة صوت العاصفة من القاهرة هي التجربة الأولى للثورة ، وقد احتشد فيها عدد من الشباب الذين لم يكن لهم خبرة سابقة ، ولكنهم كانوا شغوفين بالمعرفة والقدرة السريعة على التعلم ، من بينهم الطيب عبد الرحيم ويحيى رباح وخالد مسمار وزياد عبد الفتاح وعبد الشكور التوتنجي يحيى العمري ونبيل عمرو وحمدان بدر وعماد شقور، سامي سرحان ، وحسن عباس، وعبلة الدجاني ، ومديحة عرفات شقيقة الرئيس الراحل أبو عمار . بالإضافة إلى عدد من الكوادر البارزين الذين مروا على الإذاعة في فترات متقطعة مثل ماجد أبو شرار ، مريد البرغوثي وعارف سليم ، كانت الاذاعة تقوم بدورها الثوري والريادي والجماهيري بالكلمة والصوت وبالنشيد الثوري الذي صنع بحرفية عالية من حيث الكلمات والتلحين واختيار افضل الشعراء والملحنين فكان نشيد ابو الصادق الحسيني ( باسم الله باسم الفتح ، باسم الثورة الشعبية ) وكان نشيد وصية شهيد ( اغمس يراعك في دمي ) ونشيد في عرس النصر( انا زاحف في عرس النصر ) للشاعر سعيد المزين ومن امثلة الاناشيد ايضا نشيد ( اليك نجئ يا وطني اليك نجئ ) للشاعر مريد البرغوثي ، ونشيد (ناقش اسمك يا يمه على كعب الباروده ) للشاعر محمد حسيب القاضي ومن الشعراء احمد دحبور وغيرهم وعن اناشيد الثورة الفلسطينية يقول الكاتب المصري الكبير يوسف ادريس ( انها ثورة ابداعية في عالم الغناء العربي السياسي ) .
اعتمدت الاذاعة على الجمل الثورية ، العبارات النارية ، الفقرات القصيرة ، لون غنائي جديد اثار الجماهير حتى يومنا هذا ، تغطية ميدانية للفدائيين ، نقل رسائل القيادة للفدائيين ،ابراز الهوية الوطنية ، الدعوة لحمل السلاح ، احياء التراث والادب ، الحنين اللى الوطن ، الرد على الدعاية الصهيونية ، التركيز على الوحدة الوطنية .
. وقد أغلقت بعض هذه الإذاعات بفعل ديكتاتورية الجغرافيا وتأزم العلاقات مع بعض الساحات التي تواجدت فيها الإذاعات وصولا الى عام 1994 حيث العودة الى ارض الوطن فأغلقت كافة هذه الإذاعات لينطلق العمل الإعلامي المسموع مجددا ويبدأ الاعلام المرئي لاول مرة على ارض الوطن . وانها لثورة حتى النصر
الجزء الخامس – المرأة الفلسطينية – عطاء وفداء
الى كل المناضلات من اجل الحرية والاستقلال ورفع العلم الفلسطيني فوق مآذن القدس واسوارها وكنائسها كما كان يردد شهينا الغالي ابو عمار كل عام وانتم بخير
وعت المرأة الفلسطينية الواقع المحيط وانتظمت فى الأحزاب السياسية العربية وعملت من خلالها بقدر ما كانت تسمح به التقاليد الاجتماعية وطرق العمل التنظيمي واحتياجات العمل وساعد هذا الوعي فى انتشار التعليم بين الفلسطينيات اللواتي اندمجن فى الحركة الوطنية والسياسية وشاركن بفعالية فى المظاهرات التى انطلقت عام 1920 ومظاهرات عام 1933 وسقطت منهن الشهيده جميله الازعر والشهيده عائشه ابو حسن والشهيده عزبه بنت محمد على سلامه والشهيده تشاوبك حسن ، كما شكلت الحركة النسائية الفلسطينية العديد من اللجان التى عمت جميع مدن فلسطين وأخذت تصدر المنشورات والبلاغات كما اندمجت الحركة النسوية فى الحركة الوطنية الثورية المسلحة وساهمت فى جمع السلاح لثورة عام35 – 36 بجمع التبرعات وتوفير المؤن والماء للثوار وعائلاتهم وسقط الكثير من الشهيدات كان فى مقدمتهن الشهيدة فاطمة ابو غزال شهيدة معركة قرية عزون قرب اللد يوم 26-6-36م
ومع قيام م-ت-ف شاركت المرأة الفلسطينية فى مؤسساتها وأجهزتها وتمثلت فى المجلس الوطني الفلسطيني منذ دورته الأولى وفى جميع دوراته المتتالية كما ضم المجلس المركزي للمنظمة ممثلة عن الاتحاد العام للمراة الفلسطينية
والى جانب ذلك ساهمت المرأة الفلسطينية بشكل مباشر فى الثورة الفلسطينية وبلغت نسبة من يعملن فى منظمات المقاومة 51 فى المائة كما دخلت المرأة الفلسطينية ميدان النشاط النقابي العمالي كاتحاد عمال الخياطة ونقابة الممرضين والممرضات ونقابة التعليم الخاص ونقابة الغزل والنسيج ونقابة العاملين فى النقل الجوى والسياحة ونقابة الخدمات الصحية
كما أثبتت المرأة وجودها فى عدد كبير من المهن فكانت الطبيبة والمهندسة والمحامية الى جانب عملها فى حقل الإعلام صحفية او مذيعة
وفى خضم نضالنا الفلسطيني على كافة الأصعدة تأسس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عام 1965 حيث عقد مؤتمره الأول فى القدس المقر الدائم لكل الاتحادات الشعبية الفلسطينية وانتخب أول أمانة عامة لقيادته .
والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية منظمة شعبية نسائية ديمقراطية وقاعدة من قواعد م-ت-ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني
شارك الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بفعالية عالية فى النضال الوطني الفلسطيني من اجل تحرير الوطن من الاحتلال ومن اجل حقوق المرأة الفلسطينية السياسية والاجتماعية والاقتصادية
عقد الاتحاد مؤتمره الثاني عام 1974 حيث كانت الأوضاع السياسية فى اوج احتدامها من حيث الطروحات السياسية وكان الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية أول موحد للساحة الفلسطينية ببيانه السياسي حين مثل الإجماع الفلسطيني ببراعة فائقة واستطاع ان يتجاوز كل ما يمكن ان يشكل انقساما فى الرؤى الفلسطينية فى حينه
وشارك الاتحاد فى المؤتمر العالمي للمرأة والذي عقد فى مدينة مكسيكو عاصمة المكسيك عام 75 تحت شعار المساواة والتنمية والسلام وقد انسحبت اغلب الوفود المشاركة حين ألقت مندوبة إسرائيل كلمتها مما جعلها تلقى كلمتها فى قاعة شبه خالية .
وانتشر الاتحاد كخلايا نحل للعمل فى صفوف نسائنا وجماهيرنا في التوعية والتعبئة وبناء الكادر ورعاية المرأة والطفل فأقام مراكز التدريب المهني التى دربت واستوعبت الكثير من نساء وأبناء الشهداء والمقاتلين كما عمل اتحاد المرأة على رعاية الأطفال بإقامة دور الحضانة ورياض الأطفال والمبادرة فى إقامة بيت رعاية أبناء الشهداء الذين أصبحوا بلى مأوى نتيجة المجازر التى ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي وأعداء الثورة الفلسطينية الذين ارتكبوا العديد من المجازر بحق ابناء شعبنا فى الشتات والمنافي واستهدفوا رموز الثورة وابناء المخيمات .
عقد الاتحاد مؤتمره الثالث عام 1980 فى بيروت وانتخب أمانة عامة ومجلسا إداريا وبذلك أكدت المرأة الفلسطينية قدرتها على ممارسة حقها النضالي والديمقراطي وان تنتخب ممثلاتها فى إطار القيادة السياسية الفلسطينية ممثلة ب م-ت- ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وشارك الاتحاد والمرأة الفلسطينية فى التصدي ومواجهة كافة المخاطر والتحديات والمؤامرات التى استهدفت النيل من الثورة والقضاء عليها .
ورغم خروج الثورة من بيروت اثر الضربة القاسمة والحاقدة التى تعرضت لها عام 82 وما رافق ذلك من صعوبات تمثلت فى دكتاتورية الجغرافيا والانشقاق البغيض الا ان الاتحادات الشعبية وعلى رأسها اتحاد المرأة الفلسطينية ظلت متمسكة بالشرعية الفلسطينية والوحدة الوطنية واستطاع اتحاد المرأة عقد مؤتمره الرابع عام 85 رغم هذه الصعوبات وانتخب مجلسه الإداري والذى بدوره انتخب أمانة عامة ليواصل دوره النضالي والنقابي فى صفوف ابناء شعبنا اينما كان .
واليوم نقف بكل اجلال تحية للمراة الفلسطينية مكافحة ومناضلة وزوجة واخت وابنة ومبدعة
والتحية الى اسيراتنا المحررات او اللواتى مازلن فى اقبية الزنازين .
والوفاء لارواح شهيدات الوطن وتحية الى من رافقوا مسيرة العطاء للاتحاد العام للمراة الفلسطينية وصولا لتحقيق اهداف شعبنا فى الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .

وانها لثورة حتى النصر .

عن علي

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً