قلقيلية: بوابة حديدية تهدد مستقبل الطلبة التعليمي

قلقيلية/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية

ميساء عمر..

الى الجنوب من محافظة قلقيلية، تقع التجمعات السكانية البدوية “عرب الرماضين” الشمالي والجنوبي، و”أبو فردة”، التي تحيطها مستوطنات إسرائيلية وجدار الضم والتوسع العنصري الذي يستولي على أراضي المواطنين، وطريق للمستوطنين يهدد حياة أطفالهم يوميا.

أقيمت في التجمعات المهددة بالاستيلاء مدرسة واحدة مختلطة على مساحة “دونم واحد”، تقع بـ “الرماضين الجنوبي”، وتضم “124” طالبا وطالبة، تشمل مرحلة الصفوف الدراسية من الأول ولغاية الثاني عشر الفرع الأدبي، وتبعد عن “أبو فردة” نحو 500 متر، وعن الرماضين الشمالي 3 كيلو مترات، بحسب ما يقول مسؤول ملف الاستيطان في قلقيلية محمد أبو الشيخ.

ويبين أبو الشيخ أن بعد المدرسة عن أهالي التجمع الشمالي، ورغبة بعض الطلبة من التجمعات البدوية بدراسة تخصصات أخرى بخلاف الأدبي، دفع بالطلبة إلى التوجه الى مدرسة قرية النبي الياس المختلطة شرق قلقيلية.

ويشير الى أن 22 طالبا وطالبة يبدأون كل صباح رحلة قاسية من لحظة وصولهم الى البوابة الحديدية التي تفصل تجمعاتهم عن باقي القرى والبلدات المجاورة، حيث يتعرضون لتفتيش وتدقيق يومي بهوياتهم الشخصية والتصاريح التي يحملونها، وأحيانا تفريغ حقائبهم وأمتعتهم على التراب أثناء تفتيشها.

كما يتعمد الاحتلال في أحيان كثيرة جعلهم ينتظرون ساعات طويلة أثناء مرورهم دون مبرر، ما يضطرهم للتأخير عن الدوام، إلى جانب سياسة العقاب الجماعي خاصة خلال وقوع أحداث ميدانية فيكثف من إجراءاته القمعية، ولعل أشد ما يؤرق الطلبة وعائلاتهم عدم موافقة الاحتلال الإسرائيلي توفير حافلة تقل الطلبة لمدارسهم.

يقول المواطن عبد الله سليمان من تجمع عرب الرماضين الشمالي، وله 7 أبناء في مدرسة النبي الياس: “لدينا الآن 22 طالبا، والعام المقبل سيصل عددهم إلى أكثر من 40، ويجب توفير مواصلات آمنة لهم”.

ويوضح سليمان أن الطلبة يسيرون مشيا على الأقدام من أماكن سكناهم لنحو 20 دقيقة، وصولا الى البوابة، ومنها الى الشارع الرئيسي، الذي يربط التجمعات البدوية خلف الجدار مع مدرستهم، ويضطرون إلى الانتظار على المفرق الرئيسي الى حين مرور مركبة أجرة توصلهم إليها، ويستغرق ذلك وقتا.

ويقول إنه تجنبا لأي مخاطر قد يتعرض لها الطلبة وخاصة على الشارع الرئيسي، فإن الأهالي يقومون بمرافقتهم ذهابا وإيابا، ما يثقل كاهلهم.

مدير مدرسة النبي الياس المختلطة مضر البيك، ومن خلال سنوات عمله الممتدة من عام 2019، يرى أن الإجراءات الإسرائيلية سبب في تدني تحصيل الطلبة العلمي، وظهر ذلك واضحا من خلال ما قدموه من امتحانات في الفترة الماضية، فمستواهم لا يتجاور تقديري الجيد والمتوسط على مدار سنوات متتالية.

يقول البيك لـ”وفا”، إن الطلبة في كثير من الأحيان يتأخرون عن الطابور الصباحي، أو يتغيبون بسبب البوابة الحديدية التي تفتح ثلاث مرات يوميا منذ الثامنة صباحا وحتى الثالثة مساء، ثم يغلقها جنود الاحتلال لغاية السادسة والنصف ويتم فتحها لمدة نصف ساعة فقط أي لغاية السابعة مساء، فإذا ما حصل أي طارئ مع طالب وتأخر عن الموعد المحدد، فإنه سيتعرض لإجراءات أشد على البوابة، فإما أن يمر بصعوبة، أو لن يمر أبدا.

ويضيف يحاول الطلبة انتظار بعضهم البعض ليسهل دخولهم وخروجهم، وهذا الأمر يدفع بمن أنهوا حصصهم الدراسية مبكرا للانتظار ساعات أخرى لحين إنهاء بقية الطلبة دراستهم، وفي بعض الأحيان تضطر الإدارة للسماح لهم بالخروج مبكرا.

ويوضح هناك طلبة يرفضون مغادرة المدرسة دون حضور عائلاتهم، وفي فترات الأعياد اليهودية يغلق الاحتلال البوابة بشكل كامل ما يتسبب بتغيبهم عن مدرستهم.

وبحسب الباحثة الاجتماعية نور منصور، فإن هذه الإجراءات تترك أثرا نفسيا على تركيز الطالب في التعليم ويتمثل ذلك بشعوره بالخوف وعدم الأمان والتشتت فهو لا ينعم بساعات كافية من الراحة والنوم، ويتعرض يوميا لتفتيش وانتهاك خصوصيته، وربما يرى أحداثا أكبر من مرحلته العمرية، هذا الأمر سيرفع من معدل العنف لديه، ويسبب له الشعور بالأرق والخوف والكوابيس ويضعف قدرته على الحفظ والتركيز ومتابعة دروسه التعليمية، وبالتالي تدني تحصيله الدراسي.

وتضيف: الطلبة بالتجمعات البدوية محرومون من المشاركة المجتمعية والمشاركة بأي أنشطة ترفيهية أو تثقيفية خارج المدرسة، أو حتى قصد مراكز علمية لتقوية مستواهم أمثال أبناء جيلهم، وهذا الأمر ينعكس سلبا على شخصيتهم وحياتهم الاجتماعية، ويجعلهم يفضلون العزلة، ويهابون التعرف والانفتاح والمغامرة ويؤثر ذلك أيضا على مستواهم الأكاديمي، ويجب بالفعل الالتفات لهذه الفئة والعمل على النهوض بها كون ذلك حق من حقوقهم.

عن علام عبيد

شاهد أيضاً

محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟*  

*محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟* *عبدالله …

اترك تعليقاً