اقتحامات متكررة وكمائن مفاجئة.. هل يتّبع الاحتلال سياسة جديدة بالتعامل مع مخيم جنين؟

اقتحامات متكررة وكمائن مفاجئة.. هل يتّبع الاحتلال سياسة جديدة بالتعامل مع مخيم جنين؟

رام الله 19-06-2022 شبكة فتح العاصفة الإخبارية:-

أجمع محللون وخبراء سياسيون فلسطينيون، أن ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي من اقتحامات محدودة داخل مخيم جنين لتنفيذ عمليات اغتيال واعتقال معينة ليست بالسياسة الجديدة، إذ يخوض الاحتلال هذه العمليات لتجنب المجازفة بمواجهة شاملة مع المقاومة، لأن التجارب التي سبقت له في خوض مواجهة لم تعطه النتائج التي أرادها.

 

وقد اقتحمت، فجر الجمعة، نحو 30 آلية عسكرية الحي الشرقي لمدينة جنين، ونصبت الكمائن، وحاصرت سيارة في حي المراح، وأطلقت النار على أربعة شبان كانوا داخلها، فقتلت ثلاثة وأصابت الرابع بجروح خطيرة قبل أن تنسحب.

 

وشهد هذا العام، عودة لسياسة الاغتيالات المباشرة ضد فلسطينيين في الضفة الغربية، ففي 8 شباط/ فبراير الماضي، اغتالت قوات الاحتلال الخاصة ثلاثة شهداء من “كتائب الأقصى” بإطلاق نار مباشر تجاه سيارتهم في حي المخفية في نابلس، والشهداء هم: أدهم مبروكة، ومحمد الدخيل، وأشرف مبسلط.

 

وفي 2 نيسان/ إبريل الماضي، اغتالت قوات الاحتلال ثلاثة شهداء من “سرايا القدس”، بإطلاق النار تجاه سيارتهم عند مفرق عرابة بالقرب من جنين.

 

ومنذ بداية العام الجاري، صعدّت قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم قتل الفلسطينيين؛ إذ استشهد 70 فلسطينينا أغلبهم في الضفة الغربية والقدس، 27 منهم من جنين ومخيمها.

 

بدوره، قال المحلل السياسي، عدنان الصباح، إن “الاحتلال الإسرائيلي يرى أن الاقتحامات الصغيرة والسريعة والاغتيالات والكمائن هي أنجح طرق لتحقيق أهدافه في اصطياد المقاومين، ولكن السبب الحقيقي لذلك ليس لأنه يرى فقط أن هذه طرقة ناجحة ولكن هو لا يريد أن يُجازف بمواجهة شاملة مع المقاومة في مخيم جنين لأن التجارب التي سبقت له لم تعطه النتائج التي أرادها”.

 

وتابع في حديثه أن “عادة في كل مرة كان جيش الاحتلال يقتحم المخيم أو أحياء المدينة كان يجابه باشتباكات عنيفة وقوية وسقط له عديد القتلى والمصابين في هذه المعارك”.

 

وأشار الصباح إلى أن “الاحتلال وخصوصًا هذه الحكومة تريد أن تقدم نجاحات لمنتخبيها ومعارضتها الأكثر يمينة، فالمعارضة والحكومة يتنافسون من هو الأكثر تطرفا وإرهابا ويمنينا، هو يرى أن ذلك يحقق له نصر إعلامي سريع وكبير ولذلك لن يجازف الاحتلال إلا بعد أن يتمكن الاعتقاد أن الأمور أكثر بساطة وسهولة في اقتحام المخيم”.

 

وأردف المحلل السياسي: “بالتأكيد هو يخطط لاقتحام واجتياح مخيم جنين تحديدا وتنفي ما سماه السور الواقي 2 وهذه التجربة فاشلة بالتأكيد لأنه سبق أن جربها، وتجربة الفاشل لا يمكن أن تأتي بنفس الأدوات والآليات لتحقق نتائج مختلفة”.

 

وأكد أن “لا أحد يدري إن كان ما يقوم به قائم على معلومات استخبارية أو لا، لأن الأخبار الميدانية تقول أن السيارة التي كان يستقلها المقاومين تعطلت وتوقفت ويبدو أن قوة منهم كانت بالمنطقة لسبب أو لآخر أو أن هذه معلومات استخبارية لا أحد يستطيع أن يؤكد”.

 

ولفت إلى أن “جيش الاحتلال لم يقتحم المخيم، بل دخلوا في مهمة محددة ويبدو أن لديهم معلومات استخبارية عن سيارة المقاومين وقاموا بالمهمة وانسحبوا فروًا خلال دقائق”.

 

وشدد على أن “كل محاولة اقتحام عسكرية للمخيم أو للأحياء وحدوث اشتباك عادة ما كانت النتاج عكسية لأن كان الجميع يخرج للشارع والجميع يشترك بالمقاومة ويكون بالميدان، في المخيم ظاهرة طبيعية ويعرفها كل أهالي المنطقة أن كل عملية اشتباك بين المقاومين وجيش الاحتلال المواطنين يخرجون إلى أسطح المنازل والشوارع لا يختبئون بالتالي تصبح مهمته أصعب بكثير فمن سيصطاد ومن سيقتل إذا كانت أمامه كل هذه الناس بالشارع ولا تهرب منه”.

 

ويرى الباحث في الشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، أن ما يقوم به جيش الاحتلال ” ليس بالسياسة الجديدة، إنما تأخذ أشكال متعددة، في بعض الأوقات تكون اعتقال ومرات أخرى اغتيال، لكن هو لا يريد أن يدخل في معركة جديدة مع مخيم جنين، هو باعتقاده أن يقوم بعمل “علاج موضعي وقصقصة ” كما أطلق عليها.

 

وقال بشارات: “الآن لا يوجد “سور واقي 2″، ما قام به بالضفة الغربية في عام 2002 كان سببه أنه غير قادر على دخول المدن والمخيمات فاحتاج لسور واقي، اليوم الضفة الغربية ومخيماتها ومدنها تحت أيدي الاحتلال فهو ليس بحاجة لها”.

 

وأضاف أن “جيش الاحتلال الآن مستمر بعملية “كاسر الأمواج” وما يقوم به في مخيم جنين هو تابع لهذه العملية، وبالأمس أشار الناطق باسم جيش الاحتلال خلال بيانه أن ما حدث بمخيم جنين تابع لعملية “كاسر الأمواج”، وبالتالي هو يعمل بإجهاض أي فعل نضالي فلسطيني بالضفة بشكل عام أو بمخيم جنين بشكل خاص”.

 

ونوّه الخبير في الشأن الإسرائيلي إلى أن “الضغط من قِبل الاحتلال كبير جداً بالضفة الغربية،والعملية التي بدأ بها مستمرة تقريبًا منذ 50 يوم وتركز على كل شيء في الضفة الغربية، سواء التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي، أو إجهاض البؤر الساخنة بالضفة الغربية”.

 

ورجّح أن “الاحتلال نجح في احتواء ما كان يحدث، حيث في كل أسبوع كان يتم تنفيذ عملية، وقد أعلن عن عملية مباشرة في البداية ولم ينتظر أن تتصاعد الأمور مثل عام 2002 ويفقد السيطرة، وهو تقريبًا نجح للأسف في إجهاض مثل العمليات التي كانت تخرج بشكل أسبوعي من مناطق الضفة الغربية وأراضي الـ48”.

 

عن علي

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً