الأسير فؤاد الشوبكي.. معاناة فاقت الـ 80 وما زال النضال مستمراً

غزة/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية
رحلة طويلة شاقة من النضال ومحفوفة بكثير من المخاطر، خاضها في عرض البحر اعترك خلالها مع الأمواج العاتية لم يفكر لوهلة بقانون الغاب الذي لا يؤمن بالفضيلة والأعراف التي حضت عليها شرائع السماء وتشربت بها ترب الأرض، ركب الأمواج في سبيل الدفاع عن عرضه وقضيته ولم يرهبه زئيرها كسر ذلك الصوت معتركاً متلاحماً لتعلن بداية النهاية.

لم تكن ريشة النعام وسادته التي اتكأ عليها اختار الحجر الصلب ليسند عليه قامته حينما بدأ قتال عدوه فكان له جبل استعصى على الانحناء، وراوغه خلال مطاردته كنمر تمرد على الترويض، لم يشب مشوار حياته النضالي، المهادنة أو المساومة والانبطاح.

فؤاد الشوبكي مواليد 12 آذار/ مارس 1940، بحي التفاح في مدينة غزة، انضم لصفوف حركة “فتح” في سن مبكرة، حيث جاور الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في حياته العملية والمهنية، وحصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة القاهرة.

تنقل بين الأردن، لبنان، سوريا وتونس برفقة الرئيس الراحل أبو عمار، حيث كان بمثابة الذراع الفولاذي والعين الساهرة له، وكان حسه الأمني وقلبه النابض بإحساس القائد، وسنده الذي يرتكز ويرتكن عليه في كل شاردة وواردة.

عاد إلى قطاع غزة بعدما سمح الاحتلال الإسرائيلي للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى القطاع في عام 1995 بموجب اتفاق أوسلو.

عيّن الشوبكي في 12 تشرين الأول/ أكتوبر 1997، رئيسًا لمجلس إدارة المؤسسة الاقتصادية الاستهلاكية العامة في السلطة، ثم استلم منصب المسؤول المالي السابق في جهاز الأمن العام الفلسطيني، والمستشار المالي للرئيس الراحل ياسر عرفات.

وفي 3 كانون الثاني/يناير 2002، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية بهدف السيطرة على سفينة (Karine A) في البحر الأحمر، القادمة من إيران الى قطاع غزة عبر البحر الأحمر، والتي تحمل على متنها بضائع عسكرية”.

وبناء على ذلك اتهمت اسرائيل الشوبكي مدير المالية العسكرية في السلطة الوطنية الفلسطينية، الذي كان متواجدا في إيران بذلك الوقت، أنه المسؤول عن تمويل وتهريب سفينة الأسلحة”.

وفي آذار/ مارس 2002، فرضت قوات الاحتلال حصارها على مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة البيرة، وطالبت بتسليم فؤاد الشوبكي والفلسطينيين الذين قتلوا وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي.

وبعد عدة أشهر، تم الاتفاق في أيار/مايو 2002 على إيداع الشوبكي وأحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية ومن معه من قتلة رحبعام زئيفي ، وآخرين بسجن اريحا المركزي، وكانوا تحت حراسة أمنية بريطانية أمريكية فلسطينية مشتركة.

وفي سجن أريحا، بدأ فصل جديد من فصول معاناة الشوبكي، ففي 14 آذار/ مارس 2006، نفذ جيش الاحتلال عملية عسكرية في مدينة أريحا، حاصر خلالها السجن المركزي، واختطف فؤاد الشوبكي وأحمد سعدات ورفاقه.

في هذا السياق فتحت دنيا الوطن بوابة من حياة اللواء الأسير فؤاد الشوبكي ومعاناته في سجون الاحتلال التقت فيها بشقيقه محمود أستاذ العقيدة في الجامعة الإسلامية بغزة ليؤكد أن الاحتلال حريص على أن يكسر إرادة الأسرى بأي شكل من الأشكال، ويريد من الأسرى أن يظهروا الندم والانكسار الانهزام النفسي.

وقال الشوبكي في حديثه لـ”دنيا الوطن” إن “الاحتلال يتمسك بالرموز الكبير والقيادات ويريد كسر ارادتهم وهذا من الصعب ما وجدوة في اللواء فؤاد الشوبكي يقف بشموخ وكبرياء ولا يرضي الانكسار مهما كانت النتائج.

وأضاف إن “ما تعرف بمحكمة ثلثي المدة (شليش) الإسرائيلية، في مدينة بئر السبع المحتلة، عقدت جلسة للنظر في إخلاء سبيل شقيقه قبل 8 شهور من موعد الإفراج عنه، نظرًا لوضعه الصحي الصعب، وكبر سنه، إضافة إلى كونه أمضى أكثر من ثلثي مدة محكوميته البالغة 17 سنة إلا أنها رفضت ذلك”.

وبين الشوبكي أن الحالة الصحية للأسير “صعبة جدًا” و”لا تسمح له بالبقاء ليوم واحد في سجون الاحتلال، لأن حياته باتت مهددة بالخطر”، حيث يعاني من “سرطان البروستاتا” ومشاكل في البصر، ناتجة عن وجود ماء في العين، إضافة إلى مرض في معدته، وفي القلب، ومرض ارتفاع ضغط الدم.

وتابع وقبل أسبوع، نُقل الشوبكي الى مشفى سوركا في بئر السبع، إثر تدهور حالته الصحية؛ حيث حملت عائلته سلطات الاحتلال المسؤولية عن حياته في ظل تردي صحته، ليعلن عن اصابته بفيروس (كورونا)، وبهذا يتفاقم وضعه الصحي صعوبة.

وأشار إلى أن اللواء الشوبكي تقدم لعديد من المحاكمات أكثر من مرة وبكل مرة يتم الرفض، مؤكداً على أنه من المقرر انتهاء محكوميته الـ17 عاماً في الشهر الثالث من العام القادم.

من جانبه قال رياض الاشقر من مركز دراسات الاسرى: إن ” محكمة الاحتلال رفضت الافراج عن الأسير بالرغم من انهاءه ثلثي المدة المحكوم بها، فضلاً عن أنه يعاني من عدة أمراض والتي منها سرطان البروستات.

وأضاف الأشقر في حديثه لـ”دنيا الوطن” أن” الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات تحدث للأسير فؤاد الشوبكي نتيجة رفض الافراج عنه، موضحاً أن حياة الاسير الشوبكي في خطر كبير وأنه لا يتلقى أي علاج.

وأكد أن رفض الاحتلال الافراج عن الشوبكي هو قرار انتقامي بالدرجة الاولى كون الاحتلال يتهمه بجلب أسلحة لقطاع غزة ومسؤوليته عن عملية سفينة ” Karine A”، حيث حكم عليه 20 عاما ثم تم تخفيضها الى 17 عام.

وأوضح أن الاحتلال يريد أن يرسل رسالة أنه لا يتهاون في مثل هذه القضايا لذلك تشدد في قضية الأسير فؤاد الشوبكي ورفض اطلاق سراحه رغم كبر سنة ومعانته من العديد من الامراض.

بدوره ذكر مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين، عبد الله قنديل أن هناك معايير مزدوجة يتم التعامل معها داخل سجون الاحتلال كون الأسير فؤاد الشوبكي من أكبر الأسرى حيث يبلغ 84عام ويعاني من عدة أمراض ويواجه سياسة إعدام بطيء، محذراً من محاولات التصفية له قبل انتهاء فترة محكوميته.

وقال قنديل: “من الملاحظ في التعامل مع الأسير أنه يواجه اهمال طبي، حيث أعلن عن إصابته بفايروس كورونا في ظل الإهمال الطبي الذي الذي يتعرض له”.

وأضاف “هذا أمر كان متوقع في ظل كل هذه المؤشرات الخطيرة فالاحتلال يضرب كل الأعراف والمواثيق عرض الحائط في قضية الأسير فؤاد الشوبكي”.

وطالب قنديل المؤسسات الحقوقية والصليب الاحمر النظر في حالة الأسير الصحية لما يعاني من العديد من الأمراض نتيجة الاهمال الطبي، داعياً المؤسسات الدولية الضغط على حكومة الاحتلال للإفراج عنه.

عن علام عبيد

شاهد أيضاً

محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟*  

*محاولة أخرى على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ،، فهل ينجح لقاء القاهرة ؟؟* *عبدالله …

اترك تعليقاً