هزيمة الزمن العربي  ضرورة اسرائيلية سعدات بهجت عمر

هزيمة الزمن العربي

ضرورة اسرائيلية

سعدات بهجت عمر

هناك نقطة تتعلق بوعي وإدراك الجماهير العربية لهزيمة الزمن العربي أمام”إسرائيل”وأخطر من هذه الهزيمة أن يتواصل هذا الزمن إلى مرحلة ما بعد الحرب الأوكرانية في ضخ روح الانهزامية التي تعيد إنتاج زمن الهزيمة بوصفه الزمن الملائم لبقاء هذه الأنظمة. فمسألة حل القضية الفلسطينية بعد الانتفاضات السابقة واللاحقة ودبلوماسية الرئيس أبو مازن الشرسة حول الدولة المستقلة والاعتراف بها دولياً وحول القدس عاصمة فلسطينية واللاجئين والاستيطان والتهويد ومحاولة إنهاء الأونروا من آليات عمل الانهزام الذي يضخه النظام العربي الرسمي بحكمة ودراية ويوظفه في إعادة إنتاج زمن الهزيمة وتكريسه فقرارات الرئيس بايدن الأخيرة خصوصاً تلك المتعلقة بالمملكة العربية السعودية حول خفض إنتاج البترول هو اعتداء وقح هنا وفق هذا المنظور ليست مؤشراً لنهاية زمن يجب أن يخلي مكانه لزمن جديد، وإنما هي مجرد ضرورة عابرة في زمن مُقَيَّدْ وعلى هذا لن يكون بالإمكان تناول أي دراسة تغرق في تحليل مكونات الوعي العربي الراهن الذي يُتهم بتسويق صفقات التطبيع وصنع الهزائم التي سبقتها فالأولوية هي للصراع على جبهة الصراع على امتداد الأمة، وعلى جبهة العقل العربي. فالذين ينادون بالسلام العادل الذي يضمن الحقوق الفلسطينية وعلى رأسهم الرئيس أبو مازن يطالبون به مشروطاً بعدالته، وتحقيق مصالح في الإستقلال، وعودة اللاجئين، وإزالة الاستيطان، وإنهاء الانقسام، والسيادة على القدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية.

إن صفقات التطبيع هي محصلة منطقية للهزائم العربية على امتداد العشرات من السنين، وهي أيضاً محصلة لاخفاقات الفكر السياسي للمجتمع العربي، وأقرب الادلّة ذلك الإتفاق غير المُسمَّى لعقد القمم العربية دون نتائج جادة على مستوى قضيتنا الفلسطينية، وتهويد القدس، والأقصى. أو على مستوى التحديات مع مواقف خجولة تجاه القضية المصيرية، ومن المفارقات الغريبة أنّ الأسئلة ألتي هي في الأساس التحديات الأهم كان يتم إرجاؤها غالباً. بل بحجة الموجبات ألتي تفرضها المعركة مع”اسرائيل” أي أنّ الإداء العربي الرسمي كان يفصل بين وجهين لا ينفصلان لمعركة الأمة وكأن الأنظمة السياسية تستفيد من هذا الفصل وتتخذه ذريعة لبرمجة الوضع الداخلي سياسياً واجتماعياً على نحو سلبي. أي لتعطيل كل الجوانب الحيوية في المجتمع العربي ألتي يستحيل التعويض عنها لا بالجيوش ولا بالتحالفات الدولية لأن تعطيل هذه الجوانب هو نفي للأمة، وعزل لها، وانسحاب قسري لها من ميدان المعركة مما يجعل هزائمها ضرورة مجانية ومقررة سلفاً. لذلك فإن صفقات التطبيع ألتي تنهي الصراع مع”اسرائيل”تقود الصراع القاتل داخل البلاد العربية بلا استثناء لا تقل خطورة عن تلك ألتي طُرحت خلال الصراع ولم تستطع الأنظمة العربية الإجابة عليها. إن صفقات التطبيع حقيقة لجدار أصم لوطن عربي مفتت إلى إمارات ودويلات فارغة على وزن كُلِّ واردها.

عن علي

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً