بين بلفور وهتلر   سعدات عمر 

بين بلفور وهتلر

سعدات عمر

لقد جرى في القرون الثلاثة الأخيرة إستبدال كامل للسكان الأصليين في كثير من البلدان ظُلماً بأجناس من الدخلاء وتم إنجاز عملية الاستبدال هذه في أوقات مُدد متفاوتة. أن هذا الواقع هو ما جرى في امريكا في القرون السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر في مسألة الهنود الحمر وما يجري في فلسطين منذ بداية القرن العشرين ولغاية الآن وهذا ما يتفق مع الواقع الذي يقول بأن الانتداب البريطاني ما قام إلا لتنفيذ وعد بلفور وهذا يعني أن الانتداب البريطاني هو المسؤول الأول عن تغيير خريطة السكان في فلسطين لهذا كانت نقمة شعبنا الفلسطيني وما زالت على بريطانيا إلى أن تعتذر علناً أمام العالم أجمع وتُسقط وثيقة وعد بلفور وبطلانها. فقد بقي شعبنا الفلسطيني حتى سنة 1933 في مركز الأكثرية في عدد السكان كما لوحظ انخفاضاً في هجرة اليهود قبل الحرب العالمية الثانية بمعنى آخر إن الحركة الصهيونية بالرغم من الدعاية الهائلة والعمل المتواصل في قتل وتشريد وإبادة شعبنا الفلسطيني قد فشلت كما في بداية الانتداب البريطاني في اجتذاب اليهود الأوروبيين في الهجرة إلى فلسطين. ولكن وبعد ظهور الفاشية في أوروبا واستيلاء هتلر على الحكم في ألمانيا أن السياسة الألمانية سارت في طريق آخر في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي مما يثبت أن استيلاء هتلر وتزعمه للحزب النازي في ألماني والنمسا كان مخططاً من إحدى البوابات الصهيونية الجهنمية لتنظيم الهجرة اليهودية إلى فلسطين بالإضافة إلى تفجير بيوت ومحال اليهود في العديد من البلدان الأوروبية والعربية في الخمسينيات من القرن الماضي من قبل الحركة الصهيونية. فسياسة هتلر كانت تسير إلى إقامة دولة بهودية في فلسطين إذ زاد تدفق اليهود على فلسطين بعد العام 1933 وما الهولوكست إلا أسطورة صهيونية لأن معظم اليهود في ألمانيا كانت تُناصر ستالين ومع هذا فإن ارتفاع عدد المهاجرين اليهود لم يستطع تغيير ديموغرافية فلسطين بشكل راديكالي وإن اليهود في نهاية ستة 1946 يشكلون ما نسبته 31% فقط من مجموع السكان وأن قرار الأمم المتحدة رقم 181 حول تقسيم فلسطين في سنة 1947 الذي أقر بشرعية دولة بهودية هو الذي ساعد فعلاً على تحويل فلسطين إلى بلد بهودي في قسم من فلسطين يؤلف شعبنا الفلسطيني فيه الأكثرية المُطلقة لو احترم مشروع التقسيم حكم الأكثرية أو لو جرى إخضاعه لاستفتاء فإن دولة الكيان الإسرائيلي الوليدة لم يكن ما يبرره واليوم وبعد الحروب الممتدة على طول 75 سنة ما زالت إسرائيل كدولة احتلال توسعية عنصريتها على بقائها يهودية تُبادر دائماً بالتخطيط لغدها المرفوض من الجماهير العربية وإلى ما لا نهاية لحرب بالمعنى الفعلي ترسم لها الأهداف التالية أولاً تدمير الميثولوجيا الفلسطينية وتصفية ما تبقى من قيادة شعبنا الفلسطيني الثابتين على عدالة قضيتنا الفلسطينية مُعتبرة ذلك سبيلاً إلى إخراجها من دائرة السياسي والفلسفي والإجتماعي في معادلة القوى في منطقة الشرق الأوسط مع ما يترتب على ذلك من توفر الظروف المؤاتية للأطراف الطامعة للتطبيع المجاني وما يترتب على ذلك من تجريد شعبنا الفلسطيني من شرعيته ومن امتداده العربي والدولي الأمر الذي ينعكس حتماً على مستوى المواجهة للإحتلال الإسرائيلي. ثانياً فرض جيو- سياسي ضاغط على الرئيس أبو مازن يُراد منه باطلاً أن يُثمر فتحاً لملف تمثيل فلسطيني مُفاوض جديد باتجاه تقييد حرية حركة هذا التمثيل المُفاوض بتغذية الانقسام وتمديد عمر سنواته ليكون هو الممثل الشرعي لشعبنا الفلسطيني بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية. ثالثاً توايد حالة من الضغط العربي وجدنا أساسها في ظروف بالغة الصعوبة مرت بها السلطة الوطنية الفلسطينية لالزامها على تقديم تنازلات فوق تنازلات تَمسُّ وجودها والتزاماتها الوطنية الوحدوية فتوسم شعبنا الفلسطيني خيراً بدعوة الجزائر لجميع الفصائل الفلسطينية للقاء الجزائر الحواري من أجل الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام وأقول إذا تصافت النيات واعتبار أن فلسطين فوق الجميع. فالمطلوب الييوم المزيد الالتفاف حول الشرعية والدخول إلى موتمر القمة العربية في الجزائر قمة فلسطين تحت عنوان فلسطين واحدة وقدس واحدة والخروج من موتمر القمة العربية اليوم بمنظمة تحرير واحدة وقد أُتفٍقَ على انهاء الإنقسام بحل حكومة حماس الظل في غزة بعودة قطاع غزة إلى الشرعية للبدء في التحضير لانتخابات حرة للرئاسة والمجلسين الوطني والتشريعي.

عن علي

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً