أبجد هوز الإنطلاقة  سعدات بهجت عمر 

أبجد هوز الإنطلاقة

سعدات بهجت عمر

تأتي الذكرى الثامنة والخمسون لانطلاقة الثورة الفلسطينية وأهدافها الثورية الفلسطينية في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس يتخذ طابع عملية تاريخية ينتقل فيها مركز الثقل الفلسطيني حركة فتح بصورة ثورية متناسقة من مرحلة إلى أخرى ضمن حلقات متصلة في الصراع الفلسطيني مع العدو الإسرائيلي الكذَّاب، وان كل مرحلة من هذه المراحل تشكل خطوة في مسألة تعزيز مؤسسات الإستقلال الوطني الفلسطيني بتثبيت الهوية الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً لتبقى منظمة التحرير الوطن المعنوي لكل فلسطيني والتي ما تزال حركة فتح بجماهيرها في جميع الميادين تنادي بها والتي تُعبر عن مرحلة مواجهة التناقض الرئيسي والتي ما تزال في صلاحيتها لمواجهة الوضع الراهن لأن السمات الأساسية المتمثلة بوجود الإحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية وبارتباط المعركة مع أميركا بالمعركة ضد الإحتلال الإسرائيلي، ومن ثم إنهيار مركز النضال العربي المُسمى الجامعة العربية والتي يُصرح امينها العام باستمرار أن هذه الجامعة لا يمكنها أن تردع أي دولة عربية تريد التطبيع مع المستعمرة الصهيونية في فلسطين. في نقطة المواجهة المباشرة مع العدو الإسرائيلي وأميركا الذي يقوده الرئيس أبو مازن بدراية وحكمة يشكل الشرط الضروري للنجاح في معركة الوحدة الوطنية الفلسطينية بالاستفتاء الشعبي الآن لحركة فتح في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات الفلسطيني وخصوصاً في المخيمات والتجمعات في لبنان. لكن ليس عيباً أو انتقاصاً إن عدنا إلى الهزائم المتكررة بداية من حرب 1948 باشتراك سبعة جيوش عربية كانت نتيجتها ضياع فلسطين بقيام المستعمرة الصهيونية وما تلا ذلك من هزائم ونكسات هزيمة حزيران 1967 التي أسقطت مفاهيم كثيرة استطاعت “إسرائيل” نتيجتها احتلال الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، وسيناء، والجولان وأوجدت المناخ الجماهيري الذي يُدرك ضرورة التغيير من أجل شروط أفضل للمواجهة، ولكن ظروفاً متشابكة عديدة أدت إلى قيام ما يمكن تسميته بمرحلة الإنتظار والمراوحة وكانت هذه العلامة الفارقة التي أنهت منطق الخطاب الرسمي العربي لتحرير فلسطين فكانت حرب حزيران 1982 حرب الاجتياح الإسرائيلي للبنان وخروج القوات الفلسطينية تيهاً في الأمصار أدت إلى مجازر يندى لها الجبين في مخيمي صبرا وشاتيلا ثم بعد ذلك يأتي حصار الرئيس أبو عمار واغتياله في سنة 2004 ليكون هذا وباءً مريراً على عامل وحدة شعبنا الفلسطيني بانقلاب حماس الدموي، والاَن وبعد أكثر من خمسة عشرة سنةً ونصف على سلخ قطاع غزة عن الشرعية الفلسطينية إنقلاباً باطلاً، وبالرغم من هذا الانقسام المميت ما تزال قيادة حماس تناور في اللامعقول الذي يُعاني منه شعبنا الفلسطيني تبرز بثبات مُسلِّمات الرئيس أبو مازن حقيقة لا لبس فيها بين أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع والشتات بإنهاء الانقسام بالدعوة إلى إنتخابات حرة يُؤمن بها ويُجادل بصحتها ويُدافع عنها، ثبت من خلالها أن التعاون الفلسطيني الصحيح والفعَّال بين شرائح شعبنا وفصائله ضرورة فهو مصلحة لكل فلسطيني أمنياً واقتصادياً وسياسياً ونفسياً. بل إن غياب هذا التعاون أو ضعفه او تَقَطُّعه يُنزل بشعبنا الفلسطيني الخسائر والهزائم الأمنية والإقتصادية والسياسية والنفسية فرغم النكسات والتآمر والضربات الموجعة والدَّس والتآمر المتواصل لم يستطع أيَّاً من هذه التجارب المأساوية أن يقهر الإيمان بأن القاعدة والقانون وأن المستقبل والمصير وأن الطبيعي والواجب إنما هو الوحدة الوطنية الفلسطينية وأن ما عدا ذلك وما هو عكس أو غير ذلك إنما هو الطارئ والدخيل والزائل وهذا لا يمنع من مراجعة وتقييم الثمانية والخمسين سنة من عمر الثورة الفلسطينية المعاصرة بموضوعية وشفافية مطلقة، وإبراز مكامن الخلل والاخفاق ومعالجتها بالمُناسب لتدارك الأخطار الإسرائيلية، ومعالجة الإنقسام والتآمر الداخلي بجدية تامة.

عن علي

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً