المشاركة الفلسطينية في قمة العقبة الأردنية بين الـرفض والقبول ؟؟

*المشاركة الفلسطينية في قمة العقبة الأردنية بين الـرفض والقبول ؟؟*

 

*عبدالله نمر أبو الـكاس*

  *غزة – فلسطين* شبكة فتح العاصفة الإخبارية :-

➖➖➖

*فور إعلان القيادة الفلسطينية نيتها المشاركة في القمة السياسية بمدينة العقبة الأردنية أول أمس الأحد بعد تلقيها دعوة من قبل المملكة الأردنية الهاشمية ،، وبحضور مسؤولين أردنيين ومصريين وإسرائيليين وأمريكيين ،، فلقد تباينت وجهات نظر البعض وتعددت الأراء حول مشاركة السلطة الفلسطينية في هذه القمة والتي كانت برعاية أمريكية ،، ما بين مؤيد ومعارض ،، حتى وأن السجال لازال دائر بعد إنتهاء أعمالها وخروجها بعدة قرارات وتفاهمات ،، وكلُ ساق المبررات سواء مبررات الحضور أو المقاطعة ،، ورغم كل ما كُتب حول هذه القمة الخماسية سواء بالرفض والقبول للمشاركة الفلسطينية فيها ،، لم يقنع الكثيريين من أبناء شعبنا ممن تبنوا مواقف المشاركة من عدمها ،، والكل أدلى بدلوه في هذا الموضوع حسب توجهاته وقناعته ..*

 

*مما لا شك فيه أن الإدارات الأمريكية السابقة والإدارة الحالية هي إدارات متصهينة تكيل بمكيالين ،، وتنحاز دوماً للإحتلال ،، بل تسعى جاهدة للوقوف بجانبه وتُسخر كل طاقاتها للدفاع عنه لضمان أمنه واستقراره ولو على حساب الفلسطينيين ،، ولا يوجد فلسطيني حر وشريف على وجه الأرض يثق بالإدارة الأمريكية أو يعول عليها في إلزام الإحتلال بتنفيذ الاتفاقيات واحترام عملية السلام أو المبادرات الأخرى بفعل ازدواجية مواقفها ..*

 

*في الآونة الأخيرة ومع بداية هذا العام تحديداً ،، وتزامناً مع قدوم حكومة يمينية متطرفة أوغلت كثيراً في الدم الفلسطيني ،، وارتكبت مجازر ومذابح وتتوعد الفلسطينيين بمزيد من القتل والتهجير وفي مقدمة هذه الحكومة المتطرفة بن غفير ونتنياهو الذين لا يألوا جهداً بالضغط على الأسرى الأبطال وتشدد الخناق عليهم ،، وتطرح بين الفينة والأخرى مشاريع قوانين لمحاربتهم وقمعهم والتنكيل بهم وعزلهم ،، وقرارات أخرى كالتي أقرها مؤخراً ما يسمى كابينت الإحتلال كقانون اعدام منفذي العمليات البطولية ،، والذي طرحه النازي بن غفير ،، وكل ذلك يجري وسط صمت دولي ،، دون أن يحرك أحداً ساكن ،، ولم يبالوا للإجراءات الصهيونية سوى عبارات الشجب أوالتنديد والقلق ،، حتى أن غزة التي أنتظر منها الجميع موقف ،، لم تتحرك سوى بوقفات الشجب والتنديد ،، وكل مجزرة ترتكب في الضفة لا علاقة لغزة بها وتكتفي بالتنديد والتهديد ،، دون الدخول في معركة فعلية مع المحتل ولأسباب لا أحد يعلمها ،، وقد تكون لزيارات السفير القطري محمد العمادي عقب كل مجزرة واعتداء في الضفة أو القدس أثر وسبب رئيسي بالضغط على الفصائل في غزة وابتزازها بالمال لعدم الرد ،، ومنع أي محاولات تحرك مساند لاشقائنا في الضفة والقدس من غزة بحجة تجنيب غزة أي عدوان صهيوني أو التزاماً بتفاهمات التهدئة ..*

 

*لا أحد ينكر أن المواقف السياسية التي تتبناها السلطة الوطنية التي لا حول لها ولاقوة لم تؤتي أُكلها مع كيان الإحتلال سواء بوقف التنسيق الأمني ،، أو بالذهاب للشرعية الدولية ،، ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ،، فالاحتلال يضرب بعرض الحائط كل ذلك ،، وماضي في سياساته الإجرامية ..*

 

*فالجدل حول قمة العقبة والذي استغله البعض الرافض للقاء لإدانة السلطة ،، فهو لغاية في نفس يعقوب ،، وليس من باب المصلحة العامة ولا صوناً لدماء الشهداء ،، ومن أجل المناكفة والمتاجرة بدم الشهداء ،، والمزايدات على السلطة وحركة فتـح ،، والتي أغلب الشهداء الذين سقطوا مؤخراً ويتغنى بهم هؤلاء المستغلين هم من أبـنـاء فتـح وخيرة شبابها ،، ومن أبناء ضباط وجنود المؤسسة الأمنية ،، وأبناء وأشقاء أسرى فـتــح ،، فاللقاء ليس لقاءاً ثنائياً بين السلطة الفلسطينية وكيان إسرائيل ،، والسلطة الفلسطينية وفي إطار دفاعها عن شعبها قالتها سابقاً بأنها مستعدة لأن تذهب بعيداً من أجل حمايتهم وانتزاع حقوقهم ،، ولجم الإحتلال ووقف غطرسته وتماديه بحق شعبنا وجبروته واجراءاته القمعية تجاه أسرانا ،، وهي لم تخدع شعبنا كالأخرين والذين يطلقوا الشعارات الجوفاء ولم يمارسوها ،، فمن يحاول أن يرهن النضال والمقاومة الفلسطينية لمزاجيات حزبية ومقايضته بالمال ،، ورهنه لمكاسب شخصية ،، وأجندات خارجية لا ينبغي له التحدث عن الشهـداء ،، ولا أن يشكك بالمواقف الوطنية لحركة فتــح والقيادة الفلسطينية ..*

 

*فلسطينياً نحن الحلقة الأضعف ونحن بحاجة لمن يوقف شـلال الدم النازف ،، وهذا الحديث ليس بحثاً عن تبرير أو شرعنة اللقاء ،، ولكن الظرف الراهن والوقائع على الأرض تتطلب منا أن نتحدث بواقعية ،، وبلغة المصالح ودون خداع الأخرين ،، فهل كيان الإحتلال أصلاً بحاجة لمثل هذا اللقاء وهو صاحب الدعـوة ؟؟ وفي حال عدم مشاركة السلطة فهل سيكُف الإسرائيليين عن مواصلة القتل والبطش ؟؟ حتى وإن لم تكن النتائج أو القرارات التي خرجت عن القمة ملزمة لهذا الكيان الإحتلالي الغاصب فهل يستطيع هؤلاء المنتقدين لحضور اللقاء لجم الإحتلال ووقف تعدياته وقتله اليومي للفلسطينيين ؟؟ فإن كان هناك من يستطيع من هؤلاء المنددين للمشاركة الفلسطينية وقف القتل والغطرسة والعنجهية الإسرائيلية فماذا ينتظروا ؟؟ وأقل ما يمكن قوله هو أن السلطة الوطنية الفلسطينية لبت دعوة الأشقاء الأردنيين والمصريين المساندين لقضيتنا الفلسطينية والتي تحرص القيادة بالعمل معهم لضمان وقوفهم ومساندتهم للشعب الفلسطيني ..*

 

*فمنطق القول إن لـم تحقق هذه القمة انجازات ومكاسب سياسية للفلسطينيين ،، فلن تلزمهم بشيء ولن يخسروا شيء ،، وإن لم تُجبر القمة الإحتلال بوقف إقتحاماته وسياسات القتل الممنهجة والإعدامات اليومية ،، فلن يتنازل الفلسطيني عن حقه المشروع في مقاومة ومقارعة الإحتلال ،، والعمل على دحره مع قطعان مستوطنيه وبكافة الأشكال والوسائل المتاحة ،، فلن يحيد أحد عن درب الشهداء ،، ولن نفرط بثوابتنا الوطنية وفي مقدمتها حق العودة والقدس العاصمة ،، والإفراج عن كافة أسرانا وأسيراتنا ..*

 

*فلنكف عن سياسة التخوين والفبركات والتشكيك ،، ولنضع حداً لسياسات الردح والمناكفة بين الكل الوطني ،، ولنتوحد فلسطينياً ولنتفق وطنياً كي نتفرغ لنقيضنا الأساسي المحتل الإسرائيلي لمواجهته صوناً لدماء الشهداء التي نتغنى بها ،، ولكي نتصدى لإجراءاته العنصرية والقمعية بحق أسرانا الأبطال ،، وإلا فستلعنا دمـاء الشهـداء ،، وآهات الأسـرى ،، وأنين الجرحى ..*

عن علي

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً