الإنطلاقة والذكرى أل 58 سعدات بهجت عمر 

الإنطلاقة والذكرى أل 58

سعدات بهجت عمر

الانطلاقة هي النتاج الإبداعي للمؤسسين الشهداء منهم والأحياء أمدّ الله في عمر الرئيس أبو مازن. ستبقى حركة

فتح شعلة وقادة لن تنطفئ رغماً عن أنف الحاقدين وأعين الأعداء المتربّصين. فتح غيث لن ينقطع. وعي وفكر لن يتحجّر، ولدت فتح من رحم المأساة، ونمت وترعرعت بدماء الشهداء. فمهما تكن حقيقة الإجابة. لن يُلغي حقيقة العمليات الثورية والتصدّي للعدو الاسرائيلي، والمؤامرات العربية والأجنبية. لن يُلغي حقيقة أعمال موسسات منظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية الفلسطينية التي تُشكّل إرثاً وجذوراً تتنامى منهم القُدرة على الحلول التي تُمثّل امتداداً طبيعياً لثوريتها التي شكّلت بداياتها. فاستبقت البداية الحقيقية، وأتت بين الكانونين كانون الأول، وكانون الثاني لتكون بداية عام أتى من عام مضى. فغيوم الشتاء حبلى بالغيث والمطر، وتأكيداً للعهد والقسم. تدفعها الرياح لتهاجر إلى مسافات فلسطين كلها حتى يتأتى الأوان ليرتسم التطابق من القُدرة والحلم على وجه الزمان لٍتهطل تلك الغيوم غيثها ومطرها سناءً وسنا وليس وبالاً فوق جغرافية فلسطين فتندفق تلك الجداول، وتلتقي كل الروافد في مثل هذا التاريخ 1/1 كل عام لِيتشكّل نهر الحياة الفلسطينية. تلك هي حركة فتح التي انطلقت مُسلحة بقنبلة قديمة بلا صاعق، وبندقية أكلها الصدأ، وعُبوّةٍ في وعاء من الصفيح إلى حاملة للأمانة والعُهدة والوثيقة في ثورة حتى النصر لتحرير فلسطين واقامة الدولة المستقلة إلى صانعة للأسلحة والقذائف، وحاملة بجدارة للرشاش والسكٍين والمقلاع والحجر

هذا هو طريق الفتحاويون الذين قطعوه بالألم والدماء للوصول إلى فلسطين فمن حديث خافت الصوت إلى خطبة تنقلها إذاعات العالم وشاشاته من على منبر الأمم المتحدة. هذا هو الطريق الذي قطعته حركة فتح بالعطاء المتواصل لِتُعْلَنَ الدولة المستقلة برفع علمها علم فلسطين خفّاقاً على سارية الأمم المتحدة.

أبعاداً مُتعددة بعد 58 سنة نراها اليوم للحضور وللغياب الفلسطيني في معركة الوحدة الوطنية لِتحتوي كامل شعبنا الفلسطيني. هذا هو الطريق الذي تقطعه حركة فتح بالجهد والمعاناة. تلك المخاضات على المسرح الفلسطيني، والعربي، والدولي فكرة تمشي مُجسّدة بعناد الرئيس أبو مازن ونضاله السياسي والدبلوماسي لِيتحرّك حلماً واقعاً من رغبة كامنة في وجدان الأُمّة. ثمانية وخمسين لحظة خاطفة مساحة كأنها المستحيل والقراءة التحليلية الفتحاوية للمرحلة الراهنة بكل تحدّياتها ومفاصلها ومخاطرها تنطلق من استبيان أبعاد المخطط الصهيو-أميركي التصفوي لقضية شعبنا الفلسطيني بصفقة القرن الترامبية والانقسام الذي يقوده نتنياهو الفاسد وقيادة حركة حماس للقضاء على الثوابت الفلسطينية ومواقع الصمود فيها التي تُمثّل عنفوان شعب الجبارين شعب فلسطين ورئيسه أبو مازن بتمسّكه بهذه الثوابت، وهو مخطط يتلازم مع تفتيت البلاد العربية إلى كانتونات وطوائف واثنيات متناحرة لِيسهُل تفتيت وتدمير المجتمع الفلسطيني عبر طرح مشاريع جيوسياسية، واستبدال الهويات من خلال الدور الذي تلعبه في خدمة المصالح الإسرائيلية الأميركية. إن منظمة التحرير الفلسطينية وهي تعتمد على الفصائل وشرائح شعبنا الفلسطيني الحزبية والمُستَقلّين، وتحدد بشكل سليم العدو لتقوم بتطبيق تكتيكات لتدفع بحكومة وفاق وطني بدون توقف وتقودها كمرجعية لكي تتبنى أشكالاً من العمل المشترك من أجل هدف ثوري وحدوي محدد ومباشر، ومن هنا تبدأ معالجة المشكلات الأساسية في مسيرة الوحدة الوطنية من حيث طبيعتها في فئتين.

الأولى: مشكلات موضوعية أخذت ملامحها منذ نشأة حركة حماس من التباين في المنطلقات النظرية وتصورات العمل ومن اختلاف الرؤى وكذلك من تباعد الخلفيات التنظيمية من التشرذم والصراع الخفي مُضافاً إليها الجهد الكامل لحماس لم يتوجّه إلى تحديد وحدة الهدف والأسلوب منذ انطلاقتها في صالح تنمية علاقات وحدوية تدريجية ضمن إطار م.ت.ف وإنما إلى التركيز على الذات. ذات حركة حماس والتحجر عندها حتى كادت وحدة الهدف والأسلوب تُمسي قضايا بلا مدلول عملي فاعل إلاّ بما يَصُبُّ في خانة دمار شعبنا الفلسطيني وهلاكه.

الثانية: هي المشكلات الذاتية، ومن الواضح أنه لو أمكن التغلّب على هذه المشكلات أو تقليص أحجامها لأصبح متاحاً التصدي للمشكلات الموضوعية وعلى رأس قائمة المشكلات الذاتية تأتي قضية العقلية التي تُهيمن على قيادة حماس التي أفرزت العجز التام. الى أين نحن ذاهبون اليوم؟ إن هذا السؤال مطروح بِشدّة في سياق المتغيرات لا يُشكّل لشعبنا همّاً شاقّاً ومضنياً إذا نظرنا إليه من زاوية المستقبل من زاوية الاهداف التي تشكل اجتهاداً فتحاوياً باستمرار بصبُّ في صالح #شعبنا ومطالبة في الوحدة الوطنية والحرية والاستقلال وهي قناعة ثورية يُصبح التخلي عنها تخلّياً عن فلسطين. هذا الكلام ليس مجرد تمنيات. لأنه وبرغم هذا الحطام النفسي والمادي بعد سرقة قطاع غزة تنهض حركة فتح وقاعدتها الشعبية للمطالبة بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام برغم الكابوس الرهيب الذي يعيشه شعبنا منذ الانقلاب الدموي الاسود 2007 في مواجهة التحديات وشعبنا واثق أن المواجهة مع الإحتلال في الضفة والقطاع ستوقظ روح البيان الأول. إتكالاً منا على الله…الخ

عن علي

شاهد أيضاً

وفد مشترك من هيئة علماء المسلمين في لبنان ورابطة علماء فلسطين في لبنان يلتقي فتحي أبو العردات 

رام الله/ شبكة فتح العاصفة الإخبارية المصدر / د. وسيم وني التقى وفد مشترك من …

اترك تعليقاً